[ ضربة جديدة للمستهلك خلال شهر رمضان فلم يمر هذا الشهر الكريم إلا وارتفعت فيه جميع السلع المعروضة بالأسواق بأزيد من 50 إلي 100%وهاهو كعك العيد العادة التقليدية التي تعود عليها المصريون منذ العصر الفاطمي حتي الآن بأن يستقبلوا عيد الفطر المبارك بكعك العيد ، وما حدث هذا العام من الارتفاع الجنوني للأسعار خاصة للخامات والمنتجات التي تدخل في التصنيع كان السبب الرئيسي في زيادة أسعارهذه السلع ، وكانت البداية للحرائق التي شملت روسيا والبرازيل واستراليا مما جعل محصول القمح يختفي وترتفع أسعاره بمقدار لا يقل عن 100 دولار في الطن، فسجل الطن 285 دولارا بدلاً من 185 دولارا العام الماضي وأيضاً ارتفاع المادة الخام للزبد المستورد ومنها ألبان البدرة رفعت المنتج بما لا يقل عن 50% فسجلت الزبد 35 جنيهاً بدلاً من 18 جنيهاً العام الماضي، وبالمثل ارتفع سعر السكر عالمياً بسبب اتجاه الدول المنتجة والمصدرة إلي استخدامها لمحاصيل السكر في إنتاج غاز الإيثينول كطاقة جديدة ومتجددة بدلاً من الطاقة البترولية والفحم ، جميع هذه المنتجات زادت فزاد معها سعر الدقيق وأصبح ب5 جنيهات بدلاً من 3 جنيهات، والسكر زاد من 275 قرشا إلي 6 جنيهات، والزبد زاد من 18 جنيها إلي 36 جنيها كل ذلك جعل الأسرة المصرية هذا العام في مأزق وترفض عمل كعك العيد بالمنزل وتتجه لشراءه من المحال بقدر ضئيل إذا اقتضي الأمر . ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فحتي المحال التابعة للقطاع العام تبيع كعك العيد بنفس أسعار المحال الخاصة بل أغلي منها سعراً.. وإلي سطور التحقيق. وفي جولة ل"الأسبوعي" بالأسواق يقول محمد مزيد موظف بالمعاش أن أسعار خامات كعك العيد هذا العام زادت فيما يقرب من 100% ونحن أمام رغبة في عمل الكعك والبسكويت البيتي مثل كل عام إلا أن هذا الارتفاع ضرب هذه الفكرة في مقتل فتراجعت الأسرة عن شراء الخامات وسنتجه لشراء الكعك الجاهز هذا العام بالرغم من أننا نعلم أنه إرتفع أيضاً بشكل كبير ولكننا لن نستغني عن هذه العادة مهما وصل ثمن الكيلو . الزراعة ومن جانبه يقول د.يسري طاحون رئيس قسم الاقتصاد بجامعة طنطا: بسبب ارتفاع أسعار الدقيق ومكونات الكعك والبسكويت سيقبل أكثر من 25% من المستهلكين علي شراء الكعك الجاهز وان 50%من الذين تعودوا علي إعداد وتجهيز الكعك والبسكويت في المنازل سيضطرون إلي الاستدانة من أجل شراء أو عمل الكعك بالمنازل نظراً لأن ذلك يعتبر من العادات والتقاليد المهمة لديهم، بالرغم من التكلفة التي تحدث لهذه العادة تفوق ملايين الجنيهات خاصة بعد ارتفاع الأسعار. وأضاف طاحون أنه يجب علينا أن نعود إلي الزراعة، فكل أزمة تحدث لدينا بسبب الزراعة، فنحن بلد زراعي ونمتلك مساحات زراعية لكن للأسف كردونات المباني قضت عليها والحكومة تنظر تحت أقدامها، مشيراً إلي أن أزمة مثل أزمة روسيا يجب أن ترجعنا مرة أخري إلي الزراعة فمن لا يملك قوته لا يملك قراره . ارتفاع الخامات ويقول أحمد العبد الأمين العام لغرفة تجارة القاهرة الأسبق ورئيس شعبة الحلوي أن جميع الخامات زادت تقريباً بنسبة لا تقل عن 100%عن العام الماضي ومع ذلك المحال الآن أصبحت تكلفتها في عمل الكعك أقل من تكلفة الكعك البيتي، لذلك فإن بعض المحلات تستغل هذه الفرصة، وترفع سعر الكيلو ومنها من جعل سعر الكيلو إلي نحو 90 جنيها، وهو في حقيقة الأمر لا يزيد تكلفته علي 25 جنيها بعد هذه الزيادات الجديدة، لافتاً إلي أن الزيادة هذا العام من المفروض ألا تزيد عن 20% وليس 50% وعن أسعار الكعك المحشي بالمكسرات قال العبد إن سعره لا يزيد علي 34 جنيهاً أقل من محلات القطاع العام والبيتي فور ب40 جنيها والبسكويت 24 جنيهاً والغريبة ب38 جنيها .