مازالت معدلات واحجام التداول بالبورصة المصرية دون المستوي، اذ ان حجم التداول اليومي بالبورصة بات من اكثر المشكلات اللافتة للنظر في السنوات الثلاث الاخيرة وتراجعت معدلاتها لمستويات دنيا واصبحت لا تتجاوز ال450 مليون جنيه بعد ان كانت تتخطي حاجز المليار ونصف المليار جنيه والملياري جنيه في بعض الاوقات.. الخبراء قالوا ان هناك ازمة سيولة بالسوق تعانيها البورصة منذ نحو اربع سنوات تقريبا، مدللين علي ذلك بانخفاض قيم واحجام التداول علي نحو كبير وفشل الطروحات الاخيرة التي شهدتها البورصة وهي "القلعة" و"جهينة" لافتين الي ان نقص السيولة بالسوق اثر سلبا علي هذه الطروحات وعلي المستثمرين ايضا ووصف الخبراء قيم التداول الحالية بانها الاضعف علي الاطلاق منذ 4 سنوات مشيرين الي ان البورصة باتت في حاجة ماسة الي تدخل حكومي وغير حكومي لانقاذها وضخ السيولة بها، كما انه لابد من تدخل المؤسسات وصناديق الاستثمار خاصة وان نقص السيولة بالبورصة خلال السنوات الماضية كان له تأثيرات سلبية خطيرة علي اسعار الاسهم مما ادي الي تكبد المستثمرين خسائر طائلة ادت الي تعميق الفجوة فيما يتعلق بازمة الثقة بين المستثمرين والبورصة من ناحية وبينهم وبين المسئولين من ناحية اخري وقال الخبراء ان اكثر من 85% من الاسهم بالبورصة المصرية تتداول باقل من قيمتها العادلة بسبب نقص السيولة وانعدام الثقة والضغوط البيعية المكثفة. قال الدكتور محمد الغرباوي استاذ الاقتصاد والتمويل والخبير بمركز البحوث والدراسات الاقتصادية ان السوق المصري يعاني منذ فترة من ازمة سيولة واضحة، لافتا الي ان هذا هوحال جميع اغلب الأسواق في العالم خاصة بعد تفجر الازمة المالية العالمية حيث تراجعت قيم التداول علي نحو كبير بالبورصة المصرية اذ اصبحت التداولات هزيلة للغاية ولا تتجاوز ال400 مليون جنيه وهو ما يتطلب تدخل رسمي من قبل القائمين علي سوق المال، بالاضافة الي ضرورة تدخل ومساندة المؤسسات وصناديق الاستثمار لضخ سيولة بالسوق، وتساءل كيف يكون المسئولين علي علم بأن هناك ازمة سيولة ومن ثم يقومون بالترويج لطروحات جديدة ويؤكدون جاهزية البورصة لاي طروحات جديدة واكد ان مثل هذه الممارسات تضر المستثمرين بشكل كبير خاصة وانها ستزيد من ازمة الثقة الموجودة اساسا بينهم وبين البورصة والقائمين عليها.. واوضح ان الشركات الكبري والقائدة فقط هي القادرة علي استعادة السيولة التي هجرت السوق في الشهور الماضية، علي رأسها اوراسكوم تليكوم والبنك التجاري الدولي واوراسكوم للانشاء والمصرية للاتصالات وغيرها من تلك النوعية من الاسهم. قال محمود شعبان رئيس شركة الجذور لتداول الاوراق المالية ان هناك ازمة سيولة كبيرة بالسوق ولابد من الوقوف عندها والبحث فيها والعمل علي حلها داعيا في الوقت نفسه الصناديق والمؤسسات الحكومية والبنوك الي القيام بدورها في اعادة نشاط السوق الي وضعه الطبيعي، مؤكدا أنه ليس من المعقول الا تتجاوز تعاملات البورصة المصرية في اليوم الواحد ال400 مليون جنيه فقط حيث ان هذا الرقم لا يتناسب مع حجم البورصة المصرية والاقتصاد المصريين في حين يصل المتوسط اليومي لتداول سوق مثل سوق الاسهم السعودية الي اكثر من مليار ونصف المليار دولار يوميا، واضاف ان المسئولين عليهم أن يعيدوا التفكير في سياسة الطروحات الجديدة خاصة ان الوقت غير مناسب بالمرة لاسيما بعد فشل الطرحين الاخيرين وهو ما ادي الي احباط المستثمرين خاصة بعد ان كانوا يعولون كثيرا علي هذه الطروحات. فيما اكدت شروق السعدني المحلل الاقتصادي بأحدي بنوك الاستثمار ان البورصة المصرية رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها حاليا من عدم استقرار فإنها مازالت هي افضل وسيلة للاستثمار علي المدي الطويل خاصة في الوقت الحالي تحديدا في ظل انخفاض اسعار الاسهم سواء الكبري والقائدة او حتي اسهم المضاربات والاسهم