رجح خبراء اقتصاد بريطانيون ألا تصمد الوحدة النقدية الاوروبية بصورتها الحالية أكثر من 5 سنوات قادمة، إذ قد تنسحب منها أكثر من دولة - بما فيها ألمانيا بسبب أزمة الديون التي اجتاحت عددا من الدول الاعضاء في مجموعة اليورو. وكان الهبوط الحاد لقيمة اليورو مقابل الدولار الامريكي وحالة الاضطراب الشديد التي شهدتها الاسواق العالمية مؤخرا رغم كل الاجراءات التي اتخذها القادة الاوروبيون في سبيل التصدي لأزمة الديون والعجز في الموازنات قد أثار التساؤلات عن مستقبل اليورو، بل عن مستقبل الوحدة النقدية الاوروبية برمتها. ووفقا لنتائج أولية لمسح تجربة أسبوعية صنداي تلجراف البريطانية، ويشمل 25 من أبرز الخبراء البريطانيين، اعتبر 12 منهم ان مجموعة اليورو التي تضم 16 دولة لن تستمر بتركيبتها الحالية في ضوء ترجيح انسحاب اعضاء منها تحت وطأة أزمة الديون والموازنات. وفي المقابل، عارض ثمانية من الخبراء المشمولين بالمسح هذا الرأي، مؤكدين قدرة اليورو علي الاستمرار، في حين قال خمسة إنهم لم يحسموا آراءهم بعد. والجدير بالذكر ان بريطانيا ليست عضوا في الوحدة النقدية الاوروبية أو مجموعة اليورو. احتمال قائم ورأي اثنان ممن أيدوا قابلية نظام اليورو للاستمرار انه سيصمد، ولكن ثمن صموده سيكون عجز واحدة علي الاقل من الدول الست عشرة الاعضاء عن دفع ديونها السيادية. ورأي الباحث الاقتصادي أندرو ليليكو ان فرص استمرار مجموعة اليورو بتركيبتها الحالية تقارب الصفر. وقال إنه متيقن تقريبا من ان اليونان التي ترزح تحت ديون تقارب ال 400 مليار دولار وعجز في الموازنة يناهز ال 13% من ناتجها الاجمالي ستبلغ مرحلة العجز عن سداد ديونها. واعتبر في الوقت نفسه ان تفجر نوع من الثورة في اليونان بسبب أزمتها المالية الحادة التي دفعتها إلي اتخاذ اجراءات تقشفية هي الاشد في تاريخها احتمال قائم. وذهب الباحث الاقتصادي الآخر دوجلاس ماك ويليامس إلي حد التكهن بأن نظام اليورو ربما بات علي وشك الانهيار، وان ذلك الانهيار قد يحصل في غضون أسبوع. ولم يستبعد المسئول السابق في مصرف انجلترا المركزي "بنك أوف إنجلند" ديفيد بلنشفلاور انسحاب ألمانيا، مشيرا إلي انها تعارض انقاذ أعضاء آخرين، مع انها أسهمت في الواقع في خطة بتريليون دولار أقرت الشهر الماضي لانقاذ دول كاليونان وإسبانيا والبرتغال وإيرلندا تواجه عجزا في سداد ديونها.. وأيد أربعة من الخبراء احتمال خروج ألمانيا ورأوا انه الاكثر ترجيحا، مع ان التوقعات الحالية تصب في اتجاه خروج الدول الاضعف ماليا مثل اليونان. ومن هؤلاء تيم كونجدون من مجموعة البحث النقدي الدولية الذي توقع خروج اليونان والبرتغال وربما ايضا إيرلندا، بل انه لم يستبعد تفتت المجموعة تماما في ظل الخلافات بين ألمانيا وفرنسا. ولم يستبعد الخبير بيتر واربورتون انضمام دول كالدانمارك وأخري من وسط وشرق أوروبا إلي مجموعة اليورو مقابل انسحاب ألمانيا، وان يوجد نظام يسمح للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بالانضمام للمجموعة والخروج منها وفقا لضوابط معينة. وذكر بعض الخبراء البريطانيين بتصريحات سابقة للمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل قالت فيها إن اليورو يواجه أزمة وجود ليستنتجوا ان الوحدة النقدية الاوروبية تواجه بالفعل احتمال التفتت، مع ان مسئولين دوليين علي غرار مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كانوا قد استبعدوا هذا الاحتمال.