من سينجح في اقتناص هذه الفرصة -المصرية للاتصالات أم أوراسكوم تليكوم- والتي تشير التوقعات المبدئية إلي أنها تبلغ نحو 24 مليار جنيه وفي تقديري الشخصي أنها ستصل إلي أسعار أعلي من ذلك -في حالة جدية العرض- لأن المنافسة لم تبدأ بعد بالإضافة إلي أن فودافون العالمية أعلنت أن المفاضلة ستكون للأعلي سعرا دون النظر إلي جوانب أخري. ولكن السؤال الأهم قبل أن نفكر فيمن هو صاحب النصيب فعلينا أن نتساءل لماذا تفكر فودافون العالمية في الخروج من السوق المصري بالرغم من أن فودافون مصر دائماً ما يأتي ترتيبها في قائمة أكبر 10 شركات من ضمن 24 شركة رئيسية تمتلكها فودافون العالمية إلا أني أري أن هذا القرار قد يكون جاء نتيجة لشدة المنافسة بين شبكات المحمول الثلاثة والتنافس من أجل تخفيض أسعار خدمتهم وقد يكون الدافع الأهم هو وصول معدل الكثافة التليفونية في السوق المصري إلي نسب تفوق ال60% وهي النسبة التي ينعكس عندها الأداء الإيجابي لنتائج أعمال شركات المحمول. وبالرغم من ذلك فإن المصرية للاتصالات أسرعت علي الفور عقب إعلان فودافون العالمية عن نيتها لبيع حصتها والبالغة 55% مطلع الأسبوع الماضي للتفاوض علي شراء الحصة من منطلق أن جحا أولي.... لأنها تعتبر الشريك الثاني في شركة فودافون مصر ومالكة لحصة 45% وتسعي الآن إلي الاستحواذ الكامل علي الشركة وإذا نجحت هذه المفاوضات فستكون لدي المصرية للاتصالات عقبة في توفير السيولة الكافية مع العلم بأن السيولة المتاحة لدي الشركة لا تتجاوز 1،8 مليار جنيه بالإضافة إلي التدفقات النقدية السنوية من إيرادات التشغيل مما سيدفعها للتفاوض مع البنوك لتمويلها خاصة أنه قد سبق وأن اقترضت 5،5 مليار جنيه في عام 2007 عندما قررت رفع حصة مساهمتها في فودافون مصر إلي 45% كما أنها تمتاز بجدارة ائتمانية عالية لأنها ذات أداء مالي علما بأنها تحقق ارتفاعات متزايدة في الأرباح الصافية حيث حققت 992 مليون جنيه أرباحا صافية خلال الربع الأول من العام الحالي مقابل 962 مليون جنيه في الفترة نفسها من عام 2009. ولكني أعتقد أن الصفقة لن تمر مرور الكرام علي المصرية للاتصالات لأنها إذا نجحت في التفاوض مع فودافون العالمية ونجحت أيضا في توفير السيولة سواء عن طريق الاقتراض أو بطريقة أخري من الطرق التمويلية المتاحة إلا أنها ستواجه ضغوطا من شركات المحمول الأخري فيما يتعلق باحتكارها لخدمة التليفون الثابت لأن ذلك سيكون مخالفا لبنود الرخصة التي منحتها الحكومة لمشغلي شبكات المحمول وهو ما سيحرم المصرية للاتصالات من ميزة احتكارها للهاتف الثابت إلا أنه من وجهة نظري أن تقديم خدمة مكالمات المحمول يعتبر ذات مردود استثماري أعلي من مكالمات الهاتف الثابت معالعلم بأنها تعاني من تراجع عدد مشتركون الخطوط الثابتة علي أساس سنوي بلغت نسبته 19،3% بنهاية الربع الأول من العام الحالي. أما أوراسكوم تليكوم والتي تعد المنافس الثاني في مصر حتي الآن فقد أعلنت مع نهاية الأسبوع الماضي عن نيتها للمنافسة وهو ما يعكس لنا أن إدارة الشركة اتخذت مزيداً من الوقت للتفكير كما يبدوا أنها ستتخذ وقتا إضافيا لكي تبدأ المفاوضات لأنه حسب تصريحات المهندس حاتم دويدار الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة فودافون مصر إنه حتي الآن ليس هناك مفاوضات ما حدثت بين فودافون العالمية وأي شركة أخري سوي المصرية للاتصالات وهو ما يعكس أن أوراسكوم تليكوم لم تتخذ بعد القرار الجدي للدخول في المنافسة. وهكذا سيستمر الصراع وستستمر فودافون مصر بين أنياب المصرية للاتصالات المنافس الأقوي حتي الآن ومخالب أوراسكوم تليكوم التي تتحفذ للدخول في حلبة المنافسة. عمرو العراقي محلل أسواق المال