السجون تحولت إلي مؤسسات إنتاجية ومراكز للتدريب المهني التكدس مازال موجودا.. و6 سجون نموذجية في الطريق لعلاج المشكلة سجين خرج بتحويشة 114 ألف جنيه.. أنفق نصفها بسبب مطاردة الشرطة ونظرة المجتمع * المستشار محمد عامر: إصلاح التعليم الحل المباشر لكل السلبيات وعلي رأسها الجريمة * حافظ أبو سعدة: الانتهاكات أصبحت مرتبطة أكثر حاليا بالتشريعات * مساعد وزير الداخلية: حريصون علي نشر وتطبيق ثقافة حقوق الإنسان بين العاملين بالسجون والنزلاء علي حد سواء خلف أسوار سجن المرج رصدت العالم اليوم "الأسبوعي" مناقشة جادة حول حقوق الإنسان في السجون المصرية، وشارك فيها السجين والسجان ونخبة من أبرز ناشطي المنظمات الحقوقية. كشفت المناقشات التطور الجذري الذي وصلت إليه السجون المصرية سواء علي مستوي تطبيق معايير حقوق السجين أو في تحولها إلي مؤسسات إنتاجية تتيح فرص العمل لمن له حرفة وتفتح باب تعليم الحرف لمن ليست له حرفة لدرجة أن أحد السجناء نجح في ادخار 114 ألف جنيه من عمله خلال قضاء فترة العقوبة.. ولا تكاد تسمع كلمة غلاء أو بطالة خلف الأسوار. كما رصدت الأسبوعي خلال الزيارة أبرز المشكلات التي تواجه بعض السجون وهي التكدس وخطة وزارة الداخلية لمواجهتها من خلال إنشاء 6 سجون نموذجية جديدة، ويأتي ذلك برغم مشكلة التمويل التي تواجهها جهود الوزارة للتطوير الشامل المتكامل للسجون المصرية. وهكذا كانت التفاصيل. السجين محمد سيد نزيل سجن المرج تحدث عن حياته داخل سجن المرج مؤكدا أن السجن اختلف عما سبق ولم يعد الأمر مقصوراً علي تكسير الحجارة كما كان الأمر في الماضي حيث اختلف مفهوم العقاب من خلال الاتجاه لتعليم السجين حرفة داخل السجن إن لم تكن لديه حرفة وتحويله إلي عنصر منتج إذا كانت لديه بالفعل حرفة قبل دخول السجن ليستغل دخلها في الانفاق علي أسرته خارج السجن والباقي يحفظ لدي إدارة السجن للانفاق علي مستلزمات حرفته ويسترد رصيده المتبقي بعد انقضاء مدة عقوبته. المشكلة الحقيقية والمشكلة "والكلام للسجين محمد سيد" أن معاناة السجين هي بعد خروجه من السجن وتعامل المجتمع معه وعدم وجود فرصة عمل حيث يتجنبنا المجتمع بل وتطاردنا أجهزة الشرطة الأخري حيث يظل السجن علامة سوداء في تاريخ الفرد منا ويتساءل عن دور منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والمؤسسات الدينية في تغير ثقافة المجتمع والافراد في تعاملاتهم مع المفرج عنهم من المساجين. ويشارك محمد علي زين العابدين زميله السجين السابق في رأيه ويشير إلي أنه كان من أخطر المساجين وتم نقله إلي جميع سجون مصر ولكن السجن استطاع تحويله إلي فرد منتج ويقول: خرجت بعد قضاء 15 سنة بإفراج شرطي وحسن سير وسلوك بعد ثلاثة أرباع المدة ومعي في الحصالة من عملي في السجن في ورش السجن 114 ألف جنيه لكن نصف هذا المبلغ ضاع من مطاردة البوليس خارج السجن ونظرة الناس لي كسجين سابق مما يجعلني قد أعود لما كنت فيه قبل السجن ويؤكد أن هناك حاجة إلي مزيد من الرعاية والدعم ويقول: إذا كنت قد أخطأت فقد سجنت ودفعت ثمن هذا الخطأ باعتباري حاليا فرداً جديداً أحتاج إلي دعم المجتمع.