ليس من مصلحة العرب ان يخسروا إيران.. وليس من مصلحتهم ايضا ان يتخذوا موقفا بجانب أمريكا وإسرائيل ضد إيران.. وإذا كانت قضية السلاح النووي تثير المخاوف فإن المؤكد ان لدي إسرائيل سلاحا نوويا حقيقيا وهذا لم يتأكد بعد بالنسبة لإيران.. وإذا حاولت كل دولة عربية ان تضع قائمة بأعدائها فسوف تكون إسرائيل في أول القائمة.. ولا أحد يتصور ان تحارب إيران أي دولة عربية ولكن إسرائيل لديها استعداد ان تحارب كل دولة عربية علي حدة.. إذا كان البعض يري ان الحرب بين إيران والعراق كانت سابقة خطيرة فإن العراق هو الذي أعلن الحرب لحساب أمريكا في ذلك الوقت.. في كل يوم تحاول إسرائيل دفع أمريكا لمواجهة جديدة مع إيران رغم ان حسابات أمريكا وحدها لا تضع أولوية لهذه المواجهة، ولكن اللوبي الصهيوني هو الذي يدفع الادارة الامريكية لهذه المواقف.. إن الصراع بين إسرائيل وإيران ليس صراعا من أجل الشعب الفلسطيني أو القضية الفلسطينية، ولكن الصراع الايراني الاسرائيلي له أسباب أخري، ان إيران تري نفسها قوة اقليمية عظمي.. وإسرائيل تري انها الأحق بذلك ومن هنا يطرح السؤال نفسه: إلي من تكون الزعامة خاصة بعد احتلال العراق وانقسام الدول العربية.. ولهذا فإن إسرائيل تحاول ان تقنع أمريكا بضرورة اجهاض القوة الإيرانية قبل ان تتحول إلي ثقل سياسي وعسكري وقد نجحت إسرائيل في ذلك، علي الجانب الآخر تحاول إيران ان تتمدد سياسيا وجغرافيا فأصبح لها يد قوية في لبنان من خلال حزب الله ويد أخري قوية في غزة وعلي حدود مصر وإسرائيل.. واستطاعت إيران ان تجد مكانا في تعاونها مع دمشق.. ثلاث قواعد أساسية تحيط بإسرائيل وجدت فيها إيران الدور والحسابات.. من هنا فإن هدف إسرائيل لن يكون حزب إيران بصورة مباشرة ولكن التخلص من حماس في غزة وحزب الله في لبنان وبعد ذلك تتفرغ لسوريا ثم تكون المواجهة في آخر المطاف مع إيران.. انها حسابات القوي الاقليمية التي تحاول ان تلعب دورا أكبر وأوسع وأشمل.