آخر ما توصل إليه العرب في أولويات الصراع في المنطقة أن إيران هي العدو الأول للدول العربية وليس إسرائيل.. وأن علي العرب أن يتحدوا لوقف الغزو الشيعي الفارسي القادم والذي يهدد الدول العربية.. وفي هذا الطرح مغالطات كثيرة فمازالت إسرائيل هي العدو الحقيقي للشعوب العربية وليست إيران إلا إذا كان الهدف هو أن تكون إيران هي العدو لأن أمريكا تريد ذلك.. إن إيران دولة إسلامية وهي لا تهدد الدول العربية وكان بينها وبين العراق حرب طويلة بدعم أمريكي للعراق.. ولكن أمريكا هي التي تحتل العراق الآن وليست إيران.. وأيضا صدام حسين هو الذي احتل الكويت وليس الإمام الخميني.. وإسرائيل هي التي تملك أسلحة نووية ولم يثبت حتي الآن أن لدي إيران سلاحاً نووياً.. وإسرائيل هي التي تحتل فلسطين وطردت شعبا عربيا من أرضه كما أن إيران تدعم المقاومة العربية ضد الوجود الإسرائيلي.. وإيران هي التي ساعدت لبنان في حربه في الجنوب وهي التي ساعدت المقاومة العراقية سواء كانت سنة أم شيعة ضد الاحتلال الأمريكي والشعب الإيراني يشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله عليه الصلاة والسلام والشعب الإيراني مازال يحج في الكعبة ومازال يصلي الصلوات الخمس ويحب آل بيت رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.. هناك خلافات بين إيران ودول الخليج حول الجزر الإماراتية وحول الخليج وهل هو عربي أم فارسي ولكن في دول الخليج حكومات ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران.. إن أمريكا هي التي تسعي لإشعال الفتنة بين إيران والدول العربية وتقف إسرائيل وراء ذلك كله ولكن أمريكا يمكن أن تعقد صفقة مع إيران في أية لحظة خاصة أن مفاتيح الحل في العراق لن تكون بعيدة عن إيران.. كما أن الموقف في باكستان وأفغانستان يخضع لحسابات إيرانية.. وإيران هي الأقرب إلي الدول الغربية وليس الخليج العربي وفيها بترول ولديها تاريخ حضاري.. فماذا ستفعل الدول العربية التي وضعت إيران في قائمة الأعداء إذا وجدت مفاوضات بين أمريكا وإسرائيل من جانب وإيران من جانب آخر.. علي العالم العربي أن يبحث عن مصالحه ولا يفتح الأبواب لصراعات مع إيران التي لم تكن يوما ضمن قائمة أعداء العرب.