قال سماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الاعلي للقضاء الشرعي ورئيس الجبهة الاسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية ان ما يجري الآن في كل من الخليل وبيت لحم والقدس يجب علي الامة الاسلامية وعلماء المسلمين ومؤتمراتهم وقممهم العربية ان يخرجوا بشيء فاعل، لاسيما بعد ان استهترت إسرائيل بالمقدسات الاسلامية وقامت بضم الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل ومسجد بلال وقبة راخيل في بيت لحم إلي قائمة المواقع الاثرية اليهودية ونستنكر هذا العمل الاجرامي، ووصف التميمي في حواره ل "الاسبوعي" أثناء حضوره مؤتمر المجلس الاعلي للشئون الاسلامية الذي عقد بالقاهرة مؤخرا هذه المؤتمرات والقمم بانها ليست للضيافة وللترف الفكري، وإنما هي محاولة لمعالجة قضايا الأمة، وإذا لم تعالج هذه المؤتموات والقمم قضية مقدسات الامة التي تحولت الآن إلي كنس ومعابد إسرائيلية: فمتي سيكون ذلك؟ وأضاف في حواره ان علماء وزعماء الامة عليهم واجب الآن ليقودوا الامة في الدفاع عن مقدساتها، وعلي العلماء ان يكونوا هم النخبة التي تقود الشارع وتوجه الحكام في الدفاع عن الامة وقضاياها المصيرية شريطة ان تكون لغة الخطاب هي الاعتدال والوسطية وقبول الآخر، فنحن لا نعادي الآخرين ولكن لا يجوز لنا ان يستهدف الاعداء كل الامة بكل مقوماتها ونقف موقف المتفرج. وأضاف ردا علي سؤال حول لماذا لم تنجحوا كقضاة فلسطينيين ان تجمعوا بين حماس وفتح حتي الآن، ان مصر بامكانياتها التي هي اكبر من إمكانيات قضاة فلسطين جمعت الفصيلين وعلي مدار جولات طويلة وخلصت إلي مصالحة حقيقية بين فصائل العمل الوطني. وعلي تلك الفصائل ان تتسامي وتتسامح وتعلو علي مصالحها الحزبية والفئوية الضيقة، فبسببها الشعب الفلسطينين انقسم علي نفسه الآن ما بين غزة والضفة، وتعرف ان وحدة الشعب الفلسطيني هي السلاح الاقوي والآن لابد ان تكون وحدة هذا الشعب في خندق واحد ضد المشروع الصهيوني الذي يستهدف الجميع. وطالب قاضي قضاة فلسطين بأن ينبذ العرب والمسلمون والفصائل الفلسطينية أي خلافات فيما بينهم لأن هناك عدوا يتربض بنا ويراهن علي اختلافنا لتحقيق مشروعه الصهيوني فهو في كل يوم يحقق انجازات ومشروعه تراكمي يهدم البيوت ويصادر الاراضي ويعتقل ويدمر المقدسات ويحول المساجد والكنائس إلي كنس ونحن مازلنا نختلف فيما بيننا. وأشار إلي ان مسألة ربط الجهاد الاسلامي بالارهاب في الوقت الحالي إنما هي تهم باطلة الصقت بالدين الاسلامي وهذا الدين جاء رحمة للعالمين ولكنهم يورننا عدوا فألصقوا بنا هذه التهم الباطلة حتي تعمل مصانع الاسلحة وتدفع الدول الاسلامية الفواتير من أموال ودماء. وردا علي سؤال حول ما حدث لمقتل القائد الفلسطيني المبحوح قال: علي الرغم من أنني لا أملك أي تفاصيل أو بيانات عن هذا العمل وبحكم عملي كقاض لا أتكلم إلا إذا حصلت علي بيانات ومعلومات عن الحدث فإن ما حدث هو جريمة ارتكبت ضد قائد فلسطيني وأستنكر هذه الجريمة، فالآن الموساد الاسرائيلي يصل إلي العواصم العربية ويقتل القادة الفلسطينيين، لذلك من الاحري ان تتوحد جميع الفصائل الفلسطينية لمواجهة العدوان الذي أصبح يطول القادة الفلسطينيين في أي مكان في العالم. وتعليقا علي الفتوي التي أدلي بها الشيخ القرضاوي ضد الرئيس الفلسطيني عباس أبومازن أوضح الدكتور التميمي انه يجب علي الشيخ القرضاوي وعلي علماء الامة ألا يتخلوا عن النهج الرباني في التبين، فالمفتي القاضي يجب إذا ثبتت لديه المسألة من البيانات والادلة الشرعية ان يتكلم في حديث يجمع ولا يفرق. وأشار إلي ان الفلسطينيين لا يملكون أي مصادر مالية ولا موارد من بترول أو زراعة ولا تجارة، فالفلسطينيون يعيشون علي المساعدات من الدول العربية، وهذه الدول تقوم بواجبها بالفعل، ولكن هناك تقصيرا شديدا في مساندة ودعم أهل القدس فهم الآن يتعرضون لأبشع جرائم التطهير العرقي وهم في حاجة إلي هذه المساعدات المادية والسياسية ايضا وأضاف ان هذه الاموال يجب ان تذهب إلي إنشاء المشروعات والاستثمارات ولا نريد ان تذهب إلي جيوب البعض. وطالب قاضي قضاة فلسطين بأنه إذا أرادت أي دولة ان تدعم وتساعد الشعب الفلسطيني بصفة عامة والقدس بصفة خاصة، فعليها أن تأتي بنفسها لتنفيذ المشروع الاستثماري من الألف إلي الياء وتسلمه للشعب الفلسطيني لأن هذا الشعب لا يريد أموالا وإنما يريد مشروعات واستثمارات، موضحا ان هناك بعض المشروعات الاستثمارية من بعض الدول العربية تتم علي أرض فلسطين حيث ان هناك شفافية كاملة، وأضاف ان مساعدات مصر غير محدودة فهي تقدم يوميا مساعدات لجميع أفراد الشعب الفلسطيني سواء بالمشروعات أو بالأغذية أوالأدوية أوالعلاج للشعب الفلسطيني.