ضغط وزراء مالية دول منطقة اليورو علي اليونان من أجل أن تقلص عجزها حتي ان استدعي ذلك اتخاذ إجراءات اضافية الشهر المقبل، ووجهت بموازاة ذلك تحذيرا واضحا "للجشعين" في أسواق المال. وأعلن رئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر اثر الاجتماع "نحن مقتنعون بان خطة اليونان طموحة وستكون لها نتائج جيدة. لكن ان لم يكن الامر كذلك فان حكومة اليونان اعلنت موافقتها علي اتخاذ تدابير اضافية". ورسالة وزراء مالية المنطقة جاءت بسيطة وواضحة ومفادها انه اذا تبين انه "بحلول 16 مارس 2010" وهو موعد أول تقويم مرحلي "ان الإجراءات التي اعلنتها "اثينا" غير كافية لتحقيق الأهداف المعلنة" وهي خفض عجز الميزانية بنسبة 4 % من الناتج الاجمالي الداخلي في 2010 فان اليونان تعهدت باقتراح تدابير جديدة. وأوضح أن تلك الإجراءات "يمكن ان تقتصر علي خفض نفقات ولكن يمكن ان تشمل ايضا اجراءات لزيادة العائدات مثل رفع الاداء علي القيمة المضافة ورسوم اضافية علي المنتجات الفاخرة". ووعدت اليونان بخفض نسبة العجز العام من 12,7% في 2009 إلي 8,7% في 2010 و إلي ما دون 3% في 2012. وأعلنت في سبيل تحقيق ذلك برنامج تقشف ضخما سيتم تنفيذه تحت مراقبة المفوضية الأوروبية. بيد ان بعض الاصوات ارتفعت لتطالب باجراءات اضافية. وقال اولي ريهن المفوض الأوروبي الجديد للشئون الاقتصادية الاثنين "ان المخاطر تتبلور ولذلك فان الحاجة واضحة لاتخاذ تدابير اضافية". غير ان وزير المالية اليوناني جورج باباكونستانتينو اعلن معارضته لإعلان إجراءات جديدة قبل منتصف مارس، مطالبا بالمقابل بدعم أوروبي "اكثر وضوحا" لليونان. وجدد وزراء المالية دعمهم السياسي لليونان الذي عبر عنه القادة الأوروبين الأسبوع الماضي حين وعدوا بإتخاذ اجراءات "منسقة" عند الضرورة لمساعدة اليونان لكن دون الإعلان عن أي إجراء ملموس للدعم المالي. وتترقب أسواق المال تفاصيل عن خطة مساعدة لم يشأ وزراء المالية كشف تفاصيلها. وأكد يونكر "لم نشأ اليوم ان نشرح علنا الاجراءات التي سنلجأ اليها" واضاف وزير مالية اللوكسمبورج ان وزراء مالية دول منطقة اليورو ال16 اعتبروا خلال اجتماعهم انه "ليس من الحكمة" ان "تناقش علنا" الادوات التي يمكن اللجوء اليها لمساعدة اليونان ماليا. وأكد مع ذلك انه "اذا دعت الحاجة إلي اللجوء لادوات فستكون لدينا مثل هذه الادوات". من جهتها اكتفت وزيرة المالية الفرنسية كرستين لاجارد بالقول "هناك الكثير من الوسائل التي يمكن اعتمادها". وردا علي سؤال بشأن احتمال رد فعل سلبي من الأسواق علي غياب تفاصيل التدخل المحتمل لمساعدة اليونان، انتقد يونكر بشدة "جشع"الاسواق ووجه اليها تحذيرا. وأكد يونكر أن الاسواق المالية "تخطيء جدا اذا ما ظنت ان بامكانها تدمير اليونان. واضاف شخصيا اعتقد ان الاسواق مخطئة باستمرارها في مهاجمة اليونان لانها تعهدت باخذ الإجراءات التي تعتبرها، ونحن كذلك نعتبرها، ضرورية.