ثلاثة رؤساء امريكيين ظهروا معا والرئيس اوباما يعطي تعليماته بإرسال معونات الي جزيرة هايتي المنكوبة.. بجوار اوباما وقف الرئيس كلينتون والرئيس بوش وهناك اثنان من الرؤساء الامريكيين مازالا علي قيد الحياة وهما الرئيس جيمي كارتر والرئيس بوش الاب.. وهذا يعني ان هناك خمسة رؤساء دخلوا البيت الابيض وخرجوا منه احياء ويعودون اليه في مناسبات كثيرة بناء علي الادارة صاحبة القرار.. عندما حدث تسونامي اندونيسيا كان اول المشاركين في جمع التبرعات والسفر الي موقع الكارثة الرئيسان بوش الاب وكلينتون والان يتجه بوش الابن وكلينتون لجمع التبرعات لإنقاذ ضحايا الزلزال المدمر الذي يعتبر من كبري الكوارث في التاريخ الحديث.. كانت امريكا اكثر الدول اهتماما بالحدث وكان الرئيس اوباما اسرع من اتخذ قرارا من رؤساء الدول وربما يرجع السبب في ذلك الي ان جزيرة هايتي من اقرب الدول الصغيرة الي امريكا كما ان معظم سكانها من المهاجرين الذين جاءوا من افريقيا وهي دولة صغيرة وفقيرة رغم انها استقلت عن فرنسا منذ اكثر من مائتي عام فإنها لم تتجاوز حزام الفقر الشديد بسبب المعارك السياسية.. كان مشهد الرؤساء الامريكان الثلاثة اوباما وبوش وكلينتون شيئا حضاريا وهذا ليس غريبا علي المجتمع الامريكي الذي يقدم دائما نماذج بشرية وسلوكية متعارضة بل متناقضة تماما.. ان امريكا هي التي دمرت فيتنام والعراق وافغانستان وهي التي شاركت في انقاذ اهالي البوسنة وحاربت من اجلهم وهي التي قدمت السلاح لاسرائيل، وهي ايضا التي كشفت في صحافتها ما حدث في سجن ابوغريب.. وامريكا هي التي انتجت افلام القتل والدمار والرعب وتاجرت في الاجزاء الادمية وهي التي انتجت فيلما مثل تايتنك اجمل قصة حب في تاريخ السينما العالمية والرئيس بوش الابن هو الذي اعلن الحرب علي المسلمين والرئيس كلينتون هو الذي حارب من اجل ضحايا البوسنة.. هذا التناقض الشديد هو الذي يؤكد ان الشعوب لا يمكن ان تسير علي خط واحد وفي اتجاه واحد ولهذا كانت صورة الرؤساء الثلاثة وهم يعلنون بدء حملة جمع التبرعات لضحايا الزلزال في هايتي موقفا حضاريا انسانيا والمهم انهم مازالوا رؤساء سابقين.. واحياء حيث لا يوجد حاكم عربي ترك منصبه حيا حتي الان.