شهدت مصر في القاهرة وفي شرم الشيخ تحركات عربية مكثفة تهدف إلي بلورة ردٍ عربي منسق علي المقترحات الإسرائيلية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي استعداده للتفاوض من دون شروط . كانت المفاوضات بين الجانبين توقفت منذ نحو عام في أعقاب العدوان المسلح واسع النطاق الذي شنته اسرائيل علي قطاع غزة في ديسمبر 2008 ، وتوقف بسبب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ، وعدم رغبة الرئيس الجديد أوباما في استمرار الصراع علي ذلك النحو . قيل وقتها أن الرئيس الجديد يتبني رؤية جديدة لادارة الصراع حول العالم ومن بينها جزء يخص الشرق الأوسط يقوم علي أساس عدم تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني لصالح اسرائيل ، والتشديد علي عدم شرعية احتلال اسرائيل للأراضي المحتلة بعد حرب يونيو 1976 . تصادمت السياسة الجديدة للولايات المتحدة مع الحكومة اليمينية المتشددة في اسرائيل برئاسة نتنياهو الذي يقوم تحالفه الوزاري علي تبني سياسات استيطانية وتعزيز قبضة المستوطنين اليهود علي أراضي الضفة الغربيةالمحتلة بما في ذلك القدسالشرقية . قال محللون أنه ليس بوسع الحكومة الاسرائيلية أن تمضي قدما في توسيع الصدام مع الرئيس أوباما الذي أعلن صراحة أن مصلحة الولاياتالمتحدة تقتضي حل الصراع في الشرق الأوسط علي أساس اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في فلسطين الي جانب اسرائيل وعدم شرعية الاستيطان في الأراضي المحتلة . نصح أصدقاء اسرائيل في واشنطن حكومة نتنياهو بالتجاوب الجزئي مع أوباما في مسألة ضرورة تجميد الاستيطان للفصل بين الموقف المتطابق لكل من ادارة أوباما وحكومة أبومازن في هذه النقطة التي اعتبرها الجميع نقطة البداية لتطبيق سياسة أمريكية جديدة في الشرق الأوسط . بناء علي نصائح أصدقاء اسرائيل وافقت حكومتها علي تجميد مؤقت لأعمال الاستيطان في الضفة الغربية مع استثناء القدسالشرقية حتي تتجنب التصادم مع الادارة الأمريكية وتعيد الفلسطينيين الي مائدة المفاوضات التي لا تنتهي الي شيء . أعلن نتنياهو استعداده للتفاوض ، وذكرت صحيفة اسرائيلية ان الولاياتالمتحدة وضعت خطة سلام تهدف الي حل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني خلال سنتين تشتمل علي ضمانات لتأمين نجاحها . تنص الخطة علي قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة علي اساس خطوط 1967 مع تبادل أراض بين الجانبين لحل مشكلة التجمعات الاستيطانية في الأراضي المحتلة . كما تنصّ علي بدء مفاوضات في أسرع وقت ممكن علي ان تستمر سنتين كحد اقصي . وللتثبت من نجاح هذه المفاوضات، تقوم الولاياتالمتحدة بتوجيه رسالتي ضمانات لكل من الفلسطينيين واسرائيل . وللحديث بقية.