علي الرغم من ان العلاقات الاقتصادية والتجارية بين واشنطنوموسكو تصل إلي 36 مليار دولار فقط حيث تمثل روسيا واحدا في المئة فقط من التجارة الامريكية في العالم وهي نسبة لم تتبدل منذ الحرب الباردة إلا أن حائط الدرع الصاروخي الأمريكي الذي كانت الولاياتالمتحدة تخطط لبنائه في شرق أوروبا ومعارضة روسيا لذلك واعتباره تهديدا لأمنها القومي تمثل حجر الزاوية في الخلافات الأمريكية - الروسية إضافة إلي ذلك فان مسألة التوسع المتواصل للناتو شرقا تجاه الحدود الروسية كانت سببا لتوتر العلاقات بين البلدين. كما أدت حرب الأيام الخمسة بين روسيا وجورجيا إلي تدني العلاقات المتوترة فعليا بين موسكووواشنطن. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها ان عام 2009 شهد "إعادة إصلاح العلاقات" بين الولاياتالمتحدةوروسيا بعد فترة الجمود والتوتر التي سادت علاقات البلدين خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وبدأت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتباع مسار معتدل تجاه موسكو واستؤنفت التفاعلات بين روسيا والناتو الذي تقوده الولاياتالمتحدة بعد تعليقها فترة. ومنذ تولي الرئيس أوباما السلطة في يناير الماضي يعمل البيت الأبيض بشكل نشط علي إعادة اطلاق العلاقات مع الكرملين بعد تراجع العلاقات لادني مستوياتها منذ الحرب الباردة. ويري كثيرون ان زيارة أوباما لروسيا في يولية المنقضي حققت نجاحا، حيث تم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات الهامة ومن بينها وثيقة عمل لمعاهدة (ستارت) جديدة، وبيان مشترك بشأن الدفاع الصاروخي، واتفاق يسمح بمرور 4500 رحلة جوية تحمل جنودا امريكيين واسلحة إلي افغانستان سنويا عبر الاراضي الروسية مجانا. واجتمع الزعيمان مرة ثانية في نوفمبر بسنغافورة خلال إحدي قمم منتدي التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - الباسيفيك (ابيك) ودفع الاجتماع أوباما إلي ان يقول ان العلاقات الامريكية - الروسية "أعيد اطلاقها فعليا". وعلي الرغم من مرور يوم 5 ديسمبر، الموعد النهائي لمعاهدة (ستارت -1)، دون التوصل إلي اتفاق بشأن معاهدة جديدة، أفادت وسائل الإعلام الروسية بان المفاوضين في جنيف توصلوا إلي اتفاق حول قضايا أساسية. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدةوروسيا "قريبان تماما" من التوصل إلي اتفاق يتعلق بالحد من الأسلحة النووية وذلك عقب لقائه بالرئيس ميدفيديف علي هامش محادثات الأممالمتحدة الخاصة بالتغير المناخي في كوبنهاجن، مشيرا إلي انه علي ثقة من اتمام اتفاق ما "في الوقت المناسب" ومن جانبه أوضح الرئيس الروسي ان بعض التفاصيل الفنية لا تزال في حاجة إلي المزيد من العمل. وقال جيمس كولينز، مدير برنامج روسيا واوراسيا في (مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي)، لوكالة انباء (شينخوا) ان وجود آلية جديدة لخفض الاسلحة النووية أمر يؤدي إلي تحسين العلاقات الامريكية -الروسية من خلال زيادة الثقة والحفاظ علي المصداقية في عملية حظر الانتشار النووي العالمية. وفيما يتعلق بخطة الدرع الصاروخي كانت إدارة بوش تخطط لنشر 10 صواريخ أعتراضية في بولندا ونظام رادار في جمهورية التشيك كجزء من درعها الصاروخي في أوروبا، الأمر الذي اعتبره الكرملين تهديدا كبيرا علي الامن الوطني الروسي. وبينما تخلت إدارة أوباما عن مشروع الدرع الصاروخي، كشفت النقاب عن خطة معدلة ذات أربع مراحل لنشر انظمة دفاع صاروخي في اوروبا في الفترة من 2011 إلي 2020. وذكر البنتاجون ان الخطة الجديدة من شأنها ان تحافظ علي الدفاع عن الامن القومي الأمريكي في مواجهة التهديدات التي تفرضها الصواريخ البالسيتية طويلة المدي، وتحمي بشكل افضل القوات الامريكية المنتشرة والافراد المدنيين وأسرهم بالاضافة إلي حماية حلفاء الولاياتالمتحدة في أوروبا والشرق الاوسط ضد التهديد الصاروخي قصير المدي الذي تفرضه إيران. وفي إطار المساومة مع روسيا، ربط البيت الأبيض بين خطة الدفاع الصاروخي في أوروبا والبرنامج النووي الإيراني من أجل اقناع الكرملين بان نشر منظومة الدفاع الصاروخي الامريكية لا يستهدف روسيا، واقناع الروس بفرض تأثيرهم علي طهران. ومن الممكن أن تؤدي الخلافات الخاصة بالمصالح الاستراتيجية لكل من الجانبين، مثل خطة الدرع الصاروخي وجهود الناتو المستمرة الرامية إلي استيعاب كل من اوكرانيا وجورجيا، إلي اضعاف الامل في وجود علاقات أفضل بين الولاياتالمتحدةوروسيا علي الرغم من النمو الإيجابي الذي شهدته العلاقات مؤخرا.