أوراسكوم تليكوم وموبينيل وفرانس تليكوم كانت أهم حدث في البورصة عام ،2009 واقع يفرضه حجم وقيمة الشركات الثلاث، ولكن بعيدا عن أهمية الحدث ونتائجه، هناك تساؤل حول مدي عدالة التسعير في عرض الشراء وتقييم موبينيل، وحتي أوراسكوم تليكوم نفسها التي وضعت مصر ضمن الدول التي تمتلك أكبر شركات المحمول علي مستوي العالم. فواقع الحال يشير إلي أن رخصة المحمول الثالثة تم بيعها بقيمة وصلت إلي 17 مليار جنيه، مجرد رخصة فقط، وعرض الشراء يعطي موبينيل قيمة تصل إلي 24،5 مليار جنيه فقط، وذلك علي الرغم من أن موبينيل هي أكبر شبكة للمحمول وتضم أكثر من 20 مليون مشترك، وتملك فرصا قوية للنمو في مجال الانترنت والخدمات المتنوعة للمحمول، كما أن هناك فرصا لنمو وزيادة عدد المشتركين، بالإضافة إلي أن فرص الحصول علي شركات محمول قوية في أسواق نامية وذات معدلات ربحية جيدة أصبحت قليلة للغاية وهو ما يعطي موبينيل قيمة كبيرة تستحق الصراع الدائر حولها. وشركة موبينيل حققت أرباحا مجمعة تصل إلي 1،4 مليار جنيه خلال الأشهر التسعة الأولي من عام ،2009 ووفقا لهذه النتائج فإن أرباح العام كله قد تصل إلي قيمة تتراوح بين 1،8 و109 مليار جنيه، أي أن نصيب السهم من الأرباح يصل إلي حوالي 19 جنيها في عام 2009 أو عام الأزمة المالية، وإذا استخدمنا مضاعف ربحية حوالي 15 مرة فإن قيمة السهم قد تصل إلي 285 جنيها مقارنة بسعر العرض البالغ 245 جنيها مع الأخذ في الاعتبار أن التسعير يرتبط باستحواذ كامل علي شركة تنمو بقوة في ظل الأزمة وتعتبر شركة رائدة في سوقها، وبالتالي فإن المستثمرين يجب أن ينظروا لعرض الشراء ويقيموا الوضع لأن الاقتناع عن البيع قد يزيد من فرص الحصول علي قيمة أكبر تزيد علي الأقل 15% عن السعر الحالي. هذا بالنسبة لشركة موبينيل، أما شركة أوراسكوم تليكوم فإنها كطائر العنقاء الخرافي يموت في الاساطير ليعود ألف مرة من جديد، واجهت الشركة تحديات كثيرة ومشاكل ولكنها كانت تعود أقوي مرات من السابق، والسبب ببساطة إدارة قوية جريئة تمتلك القدرة علي المخاطرة المحسوبة واقتحام أسواق جديدة بقيادة رجل أعمال حقيقي يبحث عن القيمة المضافة دائما هو المهندس نجيب ساويرس، وللتذكرة أوراسكوم تليكوم اقتحمت السواق العراقي في ظل الإرهاب والأزمة وحققت أرباحا، ودخلت السوق الجزائري لتحقيق الريادة، وكذلك أسواق وسط إفريقيا وجنوب شرق آسيا وكذلك أسواق كندا أي أقصي الشروق وأقصي الغرب وتعالوا ننظر إلي قيمة شركة أوراسكوم تليكوم في البورصة إنها تساوي حاليا حوالي 27 مليار جنيه فقط أي أقل من قيمة شركة محمول واحدة، إن أوراسكوم تليكوم قيمة مضافة وتستحق أكثر من مستوي تسعيرها الحالي، وربما تكون الفترة الحالية هي فترة الهدوء التي تسبق انطلاقة جديدة مع خروج العالم من أزمته المالية، وبالتالي فإن اكتتاب الشركة لزيادة رأسمالها قد يكون فرصة ذهبية للمستثمرين الذين يبحثون عن فرصة جيدة للنمو والاستثمار ووفقا للمعطيات المالية فإن أوراسكوم تليكوم وموبينيل تستحقان تسعيرا أفضل سواء من السوق أو من عرض الشراء. [email protected]