دعت منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول "اوبك" الدول العربية الي الاستفادة من التقنيات الحديثة لزيادة احتياطياتها من الغاز الطبيعي. وقالت المنظمة في افتتاحية نشرتها الشهرية ان انتاج الغاز من المصادر غير التقليدية شهد تطورات مهمة خلال السنوات الاخيرة في ظل توجهات بعض الدول المستهلكة الرئيسية للغاز لزيادة حصتها من استهلاكه. واوضحت ان هذه الدول شجعت تطوير تقنيات استخراج الغاز باعتباره مصدرا يساعد علي توفير امدادات الغاز العالمية مع استمرار الحاجة الملحة لمصادر الطاقة النظيفة المتمثلة باستخدام الغاز الطبيعي. واكدت ان العامل الاقتصادي هو الاساس في وضع حدود الاختلاف بين مصادر الغاز، لطبيعي الاعتيادية "التقليدية" والاخري غير التقليدية والتي تسمي ايضا بالمصادر غير الاقتصادية او غير الناضجة. واوضحت ان المصادر غير التقليدية تصنف حسب وجودها في الطبيعة فهناك غاز طبقات الفحم وغاز الضخور الكتيمة وغاز طبقات السجيل وهدرات الغاز مشيرة الي ان خواص هذه المصادر تتباين جيولويجيا ومكمنيا كما تختلف مكونات الغاز الطبيعي الذي تحتويه واساليب التطوير وطرق الانتاج. وقالت ان المصادر غير التقليدية توجد في طبقات جيولوجية رسوبية محلية كبيرة منفصلة معقدة التركيب ولا تعتمد علي المصائد التركيبية فحسب بل تشمل الصخور المولدة للهدروكوربونات مثل طبقات السجيل. وقدرت اجمالي المخزون العالمي من الغاز الطبيعي من مصادره غير التقليدية بحوالي 35270 تريليون قدم مكعب اضافة الي 800 ألف تريليون قدم مكعب لمصادر هدرات الغاز واشارت الي ان هذه كميات هائلة فتحي في حال اعتماد نسب استخلاص منخفضة لهذه المصادر فانه من المحتمل ان تفوق كمياتها الاحتياطيات المؤكدة لمصادر الغاز الطبيعي من المصادر التقليدية والتي تقدر بحوالي 6255 تريليون قدم مكعب. واعتبرت المنظمة ان اكتشاف مصادر هائلة من هدرات الغاز ومصادر غاز طبقات الفحم وغاز السجيل في الدول الصناعية الكبري المستهلكة للغاز كالولاياتالمتحدة واليابان والهند والصين عاملا مهما ومؤثرا علي اسواق الغاز العالمية. وتوقعت نمو الطلب العالمي علي الغاز من المصادر غير التقليدية بنسبة 10.7% سنويا مشيرة الي ان ذلك يرتبط بعدة عوامل لعل من بينها الاوضاع المستقبلية لسوق الغاز وتطور تقنيات الانتاج لزيادة كفاءة الاستخلاص وخفض النفقات. وقالت ان العديد من الدراسات تشير الي ان سعة الغاز المناسب لاستثمار هذه المصادر اقتصاديا بحدود 65 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في ظل التقنيات المتاحة حاليا.. واضافت ان الولاياتالمتحدة تعتبر من اكثر الدول اهتماما بانتاج واستهلاك الغاز الطبيعي من مصادره غير التقليدية حيث بلغت حصته حوالي 51% من اجمالي انتاجها من الغاز الطبيعي في عام 2008. وعلي صعيد الدول العربية قالت ان السعودية وضعت برامج عمل مكثفة لاستكشاف وتطوير هذه المصادر بمشاركة مجموعة من مراكز البحث والتطوير العالمية كما ابرزت الجزائر اهتمامها بتطوير هذه المصادر ضمن عقود التطوير الجديدة التي ابرمتها مع الشركة الدولية. واوضحت اوبك ان امانتها العامة وهي تتابع التطورات في تقنيات انتاج الغاز الطبيعي من مصادره غير التقليدية فانها تأمل بان تتمكن الاقطار الاعضاء في المنظمة من الاستفادة من الامكانيات التي تتيحها تلك التقنيات بما يساعدها علي زيادة احتياطياتها من الغاز الطبيعي كما تدعو الي متابعة تطورات هذه التقنيات والسعي الي تقصي انعكساتها علي صناعة الغاز العربية فنيا واقتصاديا وبيئيا.