يشهد ستاد القاهرة في تمام الساعة السابعة مساء اليوم جولة جديدة في ديربي الكرة المصرية بين القطبين الاهلي والزمالك ضمن منافسات الجولة الثانية عشر لمسابقة الدوري العام. والديربي الليلة مصري خالص تقريبا باستثناء طاقم التحكيم الاجنبي الذي سيدير المباراة، فهو يظهر بشكل مختلف فالمواجهة الفنية مصرية فالاهلي يقوده حسام البدري والزمالك تولي تدريبه حسام حسن منذ أسبوع واحد فقط واللاعبون بالفريقين ايضا الاعتماد بات منصبا علي المصريين فجيلبرتو صديق لدكة البدلاء بالاهلي وفرانسيس الليبيري مصاب وفي الزمالك الغاني رحيم إيوا والايفواري ادكو ملازمان لدكة الاحتياط ايضا. الأهلي أقرب للفوز حسابيا وبالنظر إلي الحسابات الرقمية للقمة أولا سنجد ان الاهلي في المركز الاول وله 27 نقطة جمعها من 11 لقاء فاز في 8 منها وتعادل في 3 ولم يخسر أي مباراة وسجل 19 هدفا ومنيت شباكه ب 7 أهداف، بينما الزمالك في المركز الثاني عشر وله 11 نقطة جمعها في 11 مباراة فاز في 3 منها وتعادل في 2 وخسر 6 لقاءات وسجل هجومه 12 هدفا، فيما سكنت شباكه 15 هدفا. ومن خلال هذه الحسابات فإن الاهلي هو الافضل حسابيا وهو الاقرب إلي الفوز فنتائجه أحسن وهجومه اقوي ودفاعه أفضل كثيرا من الزمالك وايضا معنويا أعلي ولكن دائما لقاءات القمة لا تعترف بمثل هذه الفوارق فنتائجها خارج أي توقعات وليس بالضرورة ان يفوز الأقضل وان كانت هذه القاعدة خارج التطبيق في السنوات ال 5 الاخيرة التي حقق فيها الاهلي الفوز علي الزمالك باستمرار لكونه الافضل والاحسن والاقوي باستثناء لقاء وحيد منذ عامين فاز به الزمالك عندما حصل جوزيه علي إجازة ومنح كل نجوم الفريق الاساسيين راحة ايضا وقاد البدري الفريق بالبدلاء وخسر صفر 2. غيابات الأحمر أكثر من الأبيض أما الناحية الفنية وهي الاهم في هذا اللقاء تحديدا فتكاد تكون شبه متساوية من حيث عدد النجوم بكل فريق واللاعبين المميزين، حيث تعادلت الكفة بين الفريقين وان مالت إلي الزمالك قليلا بعد غيابات الاهلي المتعددة وخروج اكثر من نجم خارج الحسابات في مقدمتهم محمد أبوتريكة وعماد متعب ومحمد بركات ومعتز إينو وهو رباعي لا يستهان به اطلاقا يضاف إليه الليبيري فرانسيس، بينما الزمالك لا يغيب عنه سوي لاعب واحد فقط هو عمرو زكي. وبدءا بمركز حراسة المرمي فالأفضلية فيه لصالح الزمالك لأن عبدالواحد السيد أحسن كثيرا من أحمد عادل وخبراته أعلي وبديل عبدالواحد ايضا وهو محمد عبد المنصف أفضل من رمزي صالح بديل أحمد عادل. وفي الدفاع الكفة متساوية فالأهلي به شريف عبد الفضيل ووائل جمعة والزمالك لديه عمرو الصفتي ومحمود فتح الله، والبديل هنا يساوي البديل هناك أحمد السيد بالاحمر وهاني سعيد بالابيض وكلاهما قد يشارك اساسيا علي حساب أي من اللاعبين السابقين. وبالنسبة للجانبين فإن الاهلي يتفوق في الجبهة اليسري لوجود سيد معوض الاكثر خبرة الذي يعيش قمة تألقه الكروي لذا لم يكن غريبا ان يجلس جيلبرتو بديلا له، بينما يقابله في الزمالك محمد عبدالشافي وهو اقل فنيا وبديله صبري رحيل، أما الجهة اليمني فالتفوق أبيض لوجود حازم إمام وأحمد غانم سلطان، بينما أحمد علي يحتاج إلي بعض الضبط في اتجاهاته بالنسبة للكرات العرضية. منطقة الوسط سوف تكون عامل الحسم لأي فريق يريد الفوز واقتناص النقاط ال 3 والذي سيتمكن من السيطرة عليها ستكون له الغلبة وعناصر الاهلي في هذا المكان أفضل واكثر خبرة ودهاء من لاعبي الزمالك، ففي الاحمر هناك حسام عاشور وأحمد فتحي وعبدالله فاروق أو جيلبرتو، بينما في الزمالك لا يوجد سوي حسن مصطفي بمعاونة من إبراهيم صلاح الذي كان بعيدا لفترات طويلة عن المباريات واعادة حسام حسن مرة أخري. وسيقع علي عاتق حسن مصطفي قيادة وسط الاهلي وبدء بناء الهجمات الزملكاوية، بينما في الاهلي سيوجد اكثر من لاعب في هذا الاطار يستطيع القيام بواجبات هذا المكان من السابق ذكرهم. ميدو يرجح كفة هجوم الزمالك واخيرا بأت الدور علي الهجوم والزمالك المفترض ان لديه اليد العليا باعتبار ان ميدو سيعود إليه في هذا اللقاء وهو قوة هجومية لا يستهان بها مطلقا ومعه سيكون شيكابالا صانع الالعاب واحتمالات مشاركة شريف اشرف، بينما الاهلي يضع كل آماله علي محمد فضل وأحمد حسن بتسديداته القوية مع أي من محمد طلعت أو هاني العجيزي وبالطبع كل منهما لا يستطيع ان يعوض غياب متعب أو أبوتريكة. إذن القمة صعبة علي الفريقين وبالاكثر علي الزمالك لأن الخسارة سوف تكلفه الكثير فليس مجرد 3 نقاط فقط، بل تراجع في الترتيب بالدوري ويكفي ان الزمالك لا يفصله عن صاحب المركز قبل الاخير إلا نقطة وحيدة فقط ناهيك عن المشكلات والازمات الجديدة التي ستتفجر داخل القلعة البيضاء بسبب الفشل المتكرر للفريق الذي تغير جهازه الفني ثلاثة مرات حتي الآن في الدور الاول فقط، فقد بدأ الزمالك الموسم بالسويسري دي كستال ثم أقيل وتولي الفرنسي هنري ميشيل واقيل ايضا تولي حسام حسن. ويري جمهور الزمالك ان تولي العميد حسام حسن هو بمثابة طوق الإنقاذ ولو لم يفلح في ذلك فانها ستري فريقها يلعب بدوري الدرجة الثانية وناديها تاريخه الكروي يهدر مثل اندية عريقة سابقة تاهت في غيابات النسيان مع تردي أوضاعها الكروية. أما الاهلي فالهزيمة ستؤثر فيه بلاشك وقد تتسبب في فقدانه القمة إذا ما واصل الاسماعيلي زحفه بنجاح لاسيما ان اللقاء المقبل للأهلي سيكون في الاسماعيلية امام الدارويش ولكن الاخطر من ذلك ان الخسارة قد تؤدي إلي تفتت اللاعبين وهبوط المعنويات، خاصة انها ستكون علي يد فريق يعتبره اللاعبون اقل من جميع النواحي حاليا، وبالتالي سيقع حسام البدري في مطب اعادة الفريق إلي مساره الصحيح وهل سيقدر علي ذلك أم لا. قمة الحسامين لذا فإن الحسامين البدري وحسن لديهما هدف واحد وهو الفوز لأن التعادل نفسه لن يكون مقنعا لكليهما بجانب ان كلا منهما يعلم تماما ان الفوز بهذا اللقاء تحديدا يجعل الجماهير تغفر لمدربها اخطاءه التدريبية السابقة والقادمة لموسم كامل بدون أدني مبالغة وان كان موقف البدري اكثر صعوبة لأن جماهير الاهلي تضعه في مقارنة مع جوزيه في هذا اللقاء تحديدا وتنتظر منه ان يكون خليفته الحقيقي وهو يسعي إلي ذلك حتي لا يطارده شبح مانويل جوزيه مجددا، كما ان هذا الديربي سيكون شهادة الميلاد التدريبية الحقيقية للفائز منهما الذي سيحمل علي الاعناق، بينما الخاسر سيعاني كثيرا حتي يعود إلي اتزانه التدريبي.