ما يحدث من تراشق علي صفحات الجرائد بين مصر والجزائر بسبب كرة القدم أمر لا يليق من الصحفيين مهما كانت الاسباب.. لا ينبغي ان تتحول مباراة في كرة القدم الي معركة بين شعبين شقيقين.. ما بين مصر والجزائر تاريخ طويل من التضحيات.. ومن الجهل الشديد ان نترك بعض الاقلام تسيء لهذه العلاقات التاريخية.. ان الجزائر بلد المليون شهيد وبلد بن بلا وجميلة بوحريد وبومدين وكل هؤلاء الابطال ولا يمكن اختصار شعبها في مباراة لكرة القدم.. ان مصر هي التي احتضنت ثورة الجزائر وهي التي خاضت حرب 56 وكان من أسبابها موقف مصر مع الشعب الجزائري.. ولن ينسي الاخوة في الجزائر تضحيات مصر وكيف استقبلت ابطال ثورتها.. ولن ينسي المصريون موقف الرئيس بومدين في حرب اكتوبر عندما ذهب الي الاتحاد السوفييتي وعقد صفقات أسلحة وطائرات لحساب الجيش المصري.. هذه الاحداث التاريخية العظيمة مازالت في ضمير المصريين والجزائريين ولا ينبغي ان تتحول مباراة في كرة القدم الي مواجهة صحفية ضارية بين البلدين.. لابد أن نفصل العلاقات الاخوية التاريخية بيننا وبين الجزائر عن مجموعات المتعصبين ومجانين كرة القدم هنا وهناك.. هناك مباراة سوف يلعب فيها الفريقان ومن يستحق الفوز سوف يفوز بعيدا عن حملات الصحافة وما يكتبه الصحفيون.. لماذا لم تحدث هذه المنافسات في كأس العالم للشباب التي إقيمت علي أرضنا وبين مواطننا لماذا خرج شبابنا من البداية ولم يحققوا شيئا.. اذا كانت هناك مواقف يجب أن نحاسب احدا عليها فهو ما حدث في كأس العالم للشباب والصورة الباهتة التي ظهر بها فريق الفراعنة وهم يلهثون خلف الإعلانات وليس خلف كرة القدم.. لقد افسدت الاعلانات اللاعب المصري.. وافسدته أكثر عقود الاحتراف والملايين وما حدث مع غانا أكبر تأكيد علي أن القضية ليست في الاموال والامكانيات ولكنها روح الفريق الذي يريد تحقيق النصر.. وهذه الروح غابت عن لاعبينا ولهذا كانت الهزيمة.. لا ينبغي أن نسيء للعلاقات مع الشعب الجزائري العظيم سواء انتصرت الجزائر أم انتصرت مصر.. الفائز أولا واخيرا هو علاقات طويلة بين شعبين لا ينبغي أن تفرق بينهما كرة القدم.