ما الذي قدمه الرئيس الامريكي باراك اوباما للعالم حتي الان كي يستحق الحصول علي جائزة نوبل للسلام!؟ ان هذه هي اول مرة نسمع فيه عن جائزة تمنح لما جاء في خطب الرئيس من وعود ونوايا حسنة لم ينفذ منها شيئا، ولا يوجد ما يشير ايضا الي امكانية التنفيذ في الكثير من القضايا المستعصية إن لم يكن هناك تراجعا سريع في المواقف بعد ان عجز عن فرض افكاره ورؤيته. فالجائزة بكل بساطة ذهبت للرجل البارع في القاء الخطب وجذب انتباه المستمعين والحصول علي تصفيقهم وإعجابهم، وهي صفات لم نكن نعلم ان القائمين علي منح جائزة نوبل سيعتبرون انها تستحق هذه الجائزة العالمية الرفيعة..! فأوباما لم يفعل شيئا يذكر حتي الان، وعندما بدأ صوته يعلو مطالبا اسرائيل بوقف بناء المستوطنات لتمهيد الاجواء امام امكانية البدء في ايجاد حل سريع للقضية الفلسطينية فإنه تراجع خطوات سريعة للوراء مع رفض اسرائيل لطلباته، وبدلا من ان يواصل ضغوطه او يدين اسرائيل فإنه اتجه للضغط علي القادة العرب لكي يبدأوا التطبيع مع اسرائيل قبل مفاوضات السلام، والاكثر من هذا فإنه التزم الصمت تجاه استمرار اسرائيل في جريمتها بفرض حصار علي غزة، وهو امر بالطبع ضد مبادئ الانسانية ويتنافي مع ما تدعو اليه جائزة نوبل من العمل من اجل خدمة الانسانية. ويقينا فإن اوباما قد نجح في اعادة اجواء من الهدوء في العالم بعد مرحلة بوش الدامية، وكان لسياساته الجديدة في تشجيع الحوار بدلا من سياسات الاملاء والترهيب الاثر الواضح في منح فرصة اكبر للعمل السلمي بدلا من اللجوء الي القوة. ولكن هذه السياسات تبقي مرهونة بالفترة الانتقالية لاي رئيس امريكي جديد، ولا تستحق ان يمنح من اجلها جائزة نوبل، والمحك الحقيقي هو القدرة في حل المشكلات العالقة عن طريق الحوار والتفاوض والعمل السلمي، وهو امر لم يحدث بعد. وسيكون امام الرئيس اوباما قضية بالغة الحساسية وهي التي ستؤكد مدي التزامه بالحقوق الانسانية لجميع الشعوب دون تفرقة، فتقرير جولد ستون سوف يعرض علي مجلس الامن، والتقرير يطالب بمحاكمة الذين انتهكوا جرائم ضد الانسانية في الحرب علي غزة، والتقرير يدين قادة اسرائيل ويطالب بملاحقتهم، والتقرير سيمثل إدانة دولية هائلة لاسرائيل.. فهل سيكون الرئيس اوباما موافقا علي ادانة اسرائيل في مجلس الامن ليثبت انه يستحق جائزة نوبل.. ام انه سيجد لاسرائيل مخرجا كما هي العادة، والاجابة معروفة مقدما وستذهب نوبل القادمة الي نتنياهو..!