الصيام لمقاومة التجويع كانت الطريقة التي اضطر معتقلو جوانتانامو لاتباعها. كانت إدارة السجن تتعمد تجويع المعتقلين لينهاروا صحيا كما حدث بالفعل مع الكثير منهم، لكن المعتقلين كانوا أكثر جلدا بل تفطنوا إلي فكرة توظيف الصيام من أجل المقاومة حيث كانوا يقسمون أنفسهم إلي فريقين، فريق يصوم والآخر يفطر لأن الطعام كان يأتيهم يوما بيوم فيوفرون علي أنفسهم الحاجة إلي استعطاف السجانين الذين يمعنون في الإذلال والاهانة. والصوم موجود في كل الأديان السماوية وغير السماوية، كما أن المتصوفين يعتبرونه اسلوب حياة فهو يهذب ويروض ويعلم الانسان التحكم في النزوات والشهوات بل ويغير حتي من السمات الشخصية ،كالعصبية والنرفزة والتسرع والعناد . وطبعا ليس المقصود هنا الصوم شهرا أو لفترة قصيرة، لان ما نراه من الناس في رمضان مثلا هو قمة النرفزة والعصبية، وانما المقصود أن يكون الصوم جزءا من نظام حياة الانسان، يعني عدة أيام اسبوعيا، أو الصوم عن أكل اللحوم والبروتين والاكتفاء ببعض الخضر والفاكهة مثل النباتيين. هكذا يروي السجين رقم 345 أو سامي الحاج مصور قناة الجزيرة السابق والمفرج عنه من معتقل جوانتانامو لمنتدي جزائري تفاصيل الاعتقال. ويصف الامعان في توجيه الاهانات إلي المعتقلين التي تفطن السجانون انها تستفزهم مثل إهانة المصحف الشريف لأن المعتقلين بجوانتانامو كانوا حريصين علي حماية المصحف ويتمسكون به كرمز للكرامة والعزة، فإن الجنود الأمريكان كانوا يخرجون المعتقلين من زنازينهم ليتمكنوا من البحث في أغراضهم وتمزيق المصاحف وإهانتها بالوقوف فوقها ورميها في المرحاض بعد تمزيقها. وكان المعتقلون يقابلون ذلك بالاحتجاج والاضراب عن الطعام وأصبحوا يرفضون الخروج من زنازينهم إلي الساحة مهما كانت الظروف. ويروي كيف تعرض هو شخصيا للتعذيب الوحشي من طرف 6 سجانين إلي درجة فقد فيها كل ملامح وجهه بعد أن حلقوا له شعر رأسه وحاجبيه. وكان الصوم الطريقة التي يدافع بها عن نفسه ويستدعي بها قوته الواهنة . وكشف كيف تمادوا في الاهانة والتصرف بوحشية فالميزان مختل عندما يتعلق الأمر بالإنسان المسلم والعربي، حيث يجرد المرء من جميع حقوقه ويعامل معاملة الحيوان بل أنهم يعاملون الحيوان بطريقة انسانية أفضل.وهذه البشاعة تشكك في العدالة الأمريكية. أما عن الأكاذيب التي يطلقها السجن حول انتحار المعتقلين فيرد الحاج عليها مستنكرا: هل يعقل أن ينتحر شخص متمسك بدينه، يصوم ويصلي ويقوم الليل؟! ويتابع نافيا بشدة ما يسربه الأمريكيون من حدوث حالات انتحار داخل معتقل جوانتانامو، وأرجع حالات الوفيات الست التي حصلت إلي عدة أسباب مرتبطة بالظروف السيئة التي يتواجد فيها المعتقلون بينها نوعية الطعام السيئة الذي هوعبارة عن وجبات عسكرية باردة تحتوي علي مواد حامضة لها عدة مضاعفات وتسبب عدة أمراض. بالإضافة إلي الإهمال الطبي، حيث يبقي السجين يصارع المرض دون أن يلتفت إليه أحد. وأعطي مثالا لمعتقل قيل إنه انتحر بعد أن وصلته رسالة من إدارة السجن تخبره بأنه سيتم الإفراج عنه ويعود إلي بلاده! وعندما نتفحص التهم التي توجه للمعتقلين نجد أشياء غريبة مثل تهم بتعليم اللغة الانجليزية للمعتقلين داخل جوانتانامو وشحن صواريخ من المقاومة في أفغانستان إلي المقاومة الشيشانية. وتهم أيضا بإدارة مواقع إنترنت تدعم الإرهاب. اما المعتقلون الجزائريون فقد اتهموا بأنهم كانت لديهم النية بتفجير السفارة الأمريكية في البوسنة. واتهم أحد المعتقلين اليمنيين بأنه معتقل "سعيد" في جوانتانامو بعدما قال لهم إن ظروفه المادية سيئة في اليمن. واتهم آخرون بإمامة الصلاة ورفع الأذان داخل المعتقل. وقد ركز الأمريكيون علي وسائل مدروسة في التعذيب من خلال برنامج يدعي "التجنب والبقاء والمقاومة والهرب"، كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أنشأته خلال الحرب الكورية بعدما تكررت حالات التمرد في صفوف الجيش الأمريكي منها انتهاك كرامة المعتقل عن طريق تجريده من ملابسه وتعريضه للحرارة الشديدة إذا كان قادما من بلد طقسه بارد و تعريضه للبرد الشديد إذا كان قادما من بلد طقسه حار. كما يعرض المعتقل إلي الضوء الشديد ويحرم من النوم وتمارس عليه الضغوط والاستفزازات مثل إيهامه بأنه يحتضر وسيموت وسوف يدفن خارج بلاده . وتحت التعذيب يطالبون جميعا بالاعتراف بأنهم "أعضاء في القاعدة". ويلجأ الجلادون أحيانا إلي الوقوف بأقدامهم علي المصحف الشريف ومساومة المعتقلين علي الاعتراف. بالإضافة إلي ذلك يقوم المحققون الأمريكيون بلف المعتقل بالعلم الإسرائيلي من أجل استفزازه ومحاولة إجباره علي الاعتراف.. والسلطات الأمريكية انشأت معتقل "باجرام" بأفغانستان وجعلته محطة أولي لتجميع أسرع المعلومات عن المطلوبين لديها، كان علي رأسهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقتها حاولت السلطات الأمريكية اعتقال صحفي الجزيرة تيسير علوني بسبب المقابلة الصحفية التي أجراها مع بن لادن، كما طالبت نظيرتها الباكستانية باعتقال المصور الذي كان يرافق علوني، أي سامي الحاج. وروي الحاج كيف أن المحققين الأمريكيين اعترفوا له بعد اقتياده إلي السجن بأنه ليس هوالمطلوب بالاعتقال لكنهم وجهوا له سؤالا واضحا: ماذا ستفعل إذا أفرج عنك؟ فرد عليهم: "سأقول ما رأيت، سأقول أنكم تعذبون المعتقلين وتضربونهم وتهينونهم.." وبعد أن سمعوا هذا الرد قرروا بقاءه في المعتقل تفاديا لفضحهم والتشويش علي حملتهم الدولية ضد "الإرهاب الدولي". وقبل إطلاق سراحه، طلبوا منه بعض الشروط منها عدم مغادرة السودان وعدم العمل في مجال الصحافة، ورغم انه لم يوقع علي أي وثيقة إلا أننا لم نره يعود للعمل وقد مر علي اطلاق سراحه أكثر من عام ولا أدري لماذا . ولكن رغم تلك الأساليب الوحشية وغيرالإنسانية لسجن جوانتانامو، فإن رحمة الله ودعاء الوالدين ومناصرة أحرار العالم اعانتهم علي البلاء، وقبلها جميعا الصوم ..ثم الصوم.. فالصوم يعلم الصبر ويقوي التحمل ويزيد الجلد ، وجعل كل وسائل التعذيب الأمريكية تفشل في تحقيق أهدافها، لتظهر زيف العدالة التي تتغني بها الولاياتالمتحدة . ولقد آن الاوان لوضع حد لمعتقل العار هذا، والذي سيشهد اغلاقا له في عهد أوباما ربما.. بعد ذلك يتحول الي مزار سياحي ..فلننتظر.. المهندس محمد منصور تدهور كبير أصاب الطرقات.. هنا لا أتحدث عن كفور ونجوع ، أو حتي محافظات بل قلب القاهرة، ادعو المهندس محمد منصور إلي جولة رمضانية في شوارع القاهرة.. سلي صيامك.. أتمني أن تمر من فوق كوبري العباسية في اتجاه شارع صلاح سالم ومن شارع صلاح سالم في اتجاه شارع رمسيس ..انه أشبه بالتزحلق علي المرتفعات.. بدون ماء أو جليد! ..وماذا عن كوبري أكتوبر والوصلات التي تجعل السيارات ترقص كأنها في فيلم كرتون. شارع السد العالي، بالعجوزة ليس لديه من اسمه شيئ! لقد تحولت شوارع شهيرة في المهندسين والدقي ومصر الجديدة إلي حواري تثير الشفقة من شدة التدهور الذي أصابها . الناس في المقابل يدفعون الضرائب، ولكن لا يتمتعون بشارع نظيف و"آمن" لأن الكعبلة خطر داهم وتكسير السيارات في أعتي المطبات أمر يومي ولا يحصل الناس علي أي حقوق في الخدمات الأخري بما في ذلك التعليم والصحة..