أنشأ معتقلو جوانتانامو حديقة سرية وسط المعتقل الأمريكي القحل مستخدمين أدوات بدائية ومستفيدين من البذور التي يحصلون عليها من الأغذية التي تقدم لهم، لتكون بمثابة "أمل" لهم في التخفيف عن معاناتهم داخل المعتقل الأمريكي . وبالنسبة لبعض المحتجزين الذين أمضوا 4 أعوام بالمعتقل دون أن توجه إليهم أي تهم، تمثل هذه الحديقة وسيلة لكسر رتابة الحياة التي يعيشونها داخل السجن وملجأ للهرب من الشعور بالظلم. وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن بعض نزلاء جوانتانامو استخدموا المياه لتليين التربة الجافة بسبب شمس الكاريبي ومن ثم حفرها بواسطة ملاعق بلاستيكية. وأوضحت أنهم تمكنوا من إنتاج تربة كافية لزراعة البطيخ والفلفل والثوم وشجرة ليمون صغيرة. وكشف المحامي الأمريكي "سابين ويليت" لصحيفة الإندبندنت البريطانية أن موكله المحتجز في المعتقل منذ عام 2002 أبلغه أنه ورفاقه بالمعتقل قاموا بزرع بعض النباتات في مكان سري رغم منع حراس المعتقل لمثل هذه الأمور. وأعرب ويليت عن دهشته من تمكن موكله وآخرين من زراعة هذه النباتات رغم التشديد الأمني من جانب الحراس، وقال في تصريحات للصحيفة : "لا أستطيع تصديق مثل هذا الأمر، أعلم أنهم لا يملكون الأدوات"، مضيفا أنه في "حالة أخذ مستندات قانونية معه إلى داخل المعتقل، فإنه يجب نزع حتى مشابك الورق". وأردف قائلا: انطباع وجهه (موكله) وهو يبلغني عن المعاناة التي لاقوها من أجل زراعة مثل تلك الحديقة، وكيفية الحصول على الماء لريِّها حتى تصبح على ما هي عليه، كان شيئا رائعا". واستطاع المعتقلون، بحسب المحامي، أن يقوموا بزراعة محاصيل لا يزيد ارتفاعها عن بوصتين (5 سنتيمتر) مثل البطيخ والفلفل والثوم والشمام، وحتى نبتة صغيرة من الليمون من خلال أيديهم فقط ومجموعة من الأدوات الأساسية. وأوضح ويليت "كانوا يأخذون البذور من وجباتهم، ثم يقومون بحفر التربة من أجل زراعة النباتات"، مضيفا "هؤلاء الناس (المعتقلين) على الرغم من وضعهم المزري فإنهم وجدوا طريقة لتجديد حياتهم".