يستضيف البيت الأبيض غداً أول قمة مصرية أمريكية منذ خمس سنوات في ثالث لقاء يجمع بين الرئيس مبارك والرئيس أوباما خلال ثلاثة أشهر بعد لقائهما في 4 يونية الماضي في القاهرة، وعلي هامش قمة مجموعة الثماني الكبري في إيطاليا الشهر الماضي. تركز مباحثات القمة علي سبل تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وعملية السلام بالشرق الأوسط خاصة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسبل إحلال السلام العادل والشامل بالمنطقة بجانب قضايا الأمن الإقليمي ومنطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني والوضع في العراق ودارفور. أكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، أن الأهمية الاقتصادية لزيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة تنبع من كونها أكبر سوق اقتصادية واستهلاكية في العالم، ومن ثم لا يمكن لأي اقتصاد يتطلع للاندماج العالمي أن ينمو بدون تواجد قوي في السوق الأمريكية. وقال رشيد في تصريحات فور وصوله واشنطن أمس ضمن الوفد المرافق للرئيس حسني مبارك، إن الهدف هو زيادة التواجد المصري في السوق الأمريكية وفي الوقت نفسه جذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية في مصر وأن يكون هناك تعاون في المجالات الأخري سواء كانت منظمة التجارة العالمية أو صندوق النقد الدولي أو فيما يتعلق بالنظام العالمي الجديد. أضاف رشيد أن الولاياتالمتحدة لاعب مهم للغاية سواء بالنسبة لمنظمة التجارة أو كل ما يتعلق بالنظام العالمي الجديد. وأنه ما من شك في أن الولاياتالمتحدة تلعب دورا رئيسيا في هذه القضايا وعليه فلابد من التنسيق معها. وتابع: أن هذه هي العوامل التي تجعل العلاقة الاقتصادية بين أي دولة والولاياتالمتحدة علاقة مهمة للغاية وبالتالي فهي بالنسبة لمصر في غاية الأهمية حيث تمثل تقريبا 20% من تجارة مصر الخارجية، كما تمثل أكبر حجم استثمارات أجنبية في مصر. قال رشيد إن الهدف من هذه الزيارة هو مضاعفة حجم التجارة والاستثمارات الأمريكية في السنوات الأربع القادمة. وأنه تم وضع برنامج وتحديد بعض الخطوات التي تحقق هذا الهدف، مشيرا إلي أن وفدين أمريكيين من وزارتي التجارة والخارجية زارا القاهرة مؤخرا، كما أن هناك مباحثات جارية تشارك فيها السفارة الأمريكية لبحث جميع البنود الخاصة بمذكرة التفاهم التي تم توقيعها بهدف مضاعفة الصادرات والاستثمارات وجذب المزيد من تكنولوجيا الصناعة في العديد من مجالات الطاقة وغيرها. قال رشيد إن هناك عددا كبيرا من الشركات الأمريكية تعمل في مصر وهي في حالة توسع وتحقق نجاحات مستمرة، وأوضح أن مصر تنسق مع الدول الصناعية بصفتها من الدول الصاعدة وتمثل عمقا إفريقياً وشرق أوسطياً، ومن ثم فهي حريصة علي أن تلعب دورا في النظام الاقتصادي العالمي الجديد. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس مبارك اليوم مع جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وروبرت جيتس وزير الدفاع وجيمس جونز مستشار الأمن القومي الأمريكي ودنيس بلير مدير أجهزة الاستخبارات الأمريكية قبيل لقاء القمة المقررة غداً.. ويبحث الرئيس مبارك وأركان الإدارة الأمريكية عددا من الملفات الحيوية لدعم وتعزيز علاقات التعاون الثنائي والصداقة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية في المجالات المختلفة كما سيتم بحث آخر ما توصلت إليه المناقشات الجارية بين البلدين بخصوص موضوع المساعدات الأمريكية لمصر والتوجهات الجديدة بتحويلها إلي شراكة اقتصادية بدلا من تسميتها بالمساعدات بجانب عدد من القضايا الإقليمية الساخنة. كما يلتقي الرئيس أيضا عددا من ممثلي المنظمات اليهودية وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب.. يرافق الرئيس مبارك في زيارته لأمريكا والتي تستمر أربعة أيام وفد رفيع المستوي يضم كلا من أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، والمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، وأنس الفقي وزير الإعلام، والدكتور زكريا عزمي الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، وعدد كبير من رؤساء تحرير الصحف. قال السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس حسني مبارك سيلتقي أيضا بمقر إقامته مع جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي لعملية السلام بالشرق الأوسط، ثم يلتقي مع نحو 15 من الشخصيات المؤثرة تضم عددا من السفراء الأمريكيين السابقين بمصر ومستشاري الأمن القومي الأمريكي السابقين.. كما يلتقي مع ممثلي المنظمات اليهودية الأمريكية وعددهم 25 شخصية تمثل جميع المنظمات في الولاياتالمتحدة بما فيها منظمة الأيباك اليهودية. أضاف أن الرئيس مبارك سيستقبل غدا بمقر إقامته أيضا جيمس جونز مستشار الأمن القومي الأمريكي وبعدها يتوجه الرئيس مبارك إلي البيت الأبيض لعقد مباحثات قمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.