من البداية اعلن الماتادور الاسباني ان حضوره إلي جنوب افريقيا والمشاركة في بطولة كأس القارات ليس من قبيل النزهة والترفيه وإنما يهدف إلي المنافسة علي اللقب. وبالرغم من ان فوز اسبانيا علي نيوزيلندا في أول ظهور للفريقين كان طبيعيا فإن الاسبان فرموا النيوزيلنديين وارسلوا رسالة رعب شديدة اللهجة إلي السامبا البرازيليلة والازوري الايطالي محملة بخمسة أهداف جميلة اخترقت شباك نيوزيلندا. واعتلت اسبانيا الصدارة منفردة برصيد ثلاث نقاط وخلفوا جنوب افريقيا والعراق اللذين تعادلا سلبيا بدون اهداف في مباراة كانت جنوب افريقيا فيها هي الافضل والاقرب للفوز ولكن الحظ عاندها وساند العراق بقوة. وتحصل الفرق المشاركة في البطولة علي راحة اليوم من المباريات علي ان تستأنف المباريات غدا وتلتقي اسبانيا مع العراق ونيوزيلندا مع جنوب افريقيا. وكان فرناندو توريس قد أحرز ثلاثة اهداف ليقود المنتخب الاسباني لسحق نظيره النيوزيلندي بخمسة اهداف نظيفة في المباراة التي جمعت بين الفريقين علي استاد "رويال بافوكينج". وجاء هدف السبق للمنتخب الاسباني في الدقيقة السادسة عندما تسلم فرناندو توريس تمريرة عرضية من سيسك فابريجاس علي حدود منطقة الجزاء وسدد كرة عالية "لوب" من فوق الحارس النيوزيلندي جلين موس لتعانق الكرة الشباك معلنة عن الهدف الأول لبطل أوروبا. وأضاف توريس الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 14 بعدما تلقي تمريرة رائعة من ديفيد فيا علي بعد ياردات من المرمي ليسددها نجم ليفربول الانجليزي مباشرة في الشباك. وكاد فيا ان يضيف هدفا ثالثا للفريق الاسباني لكن تسديدته اصطدمت بأقدام مدافع بطل اوقيانوسيا وارتدت إلي توريس الذي تابعها برأسه لتذهب الكرة مباشرة في أحضان موس. وأكمل توريس الثلاثية في الدقيقة 17 بعدما أرسل له كابديفيا تمريرة رائعة من الناحية اليسري ليرتقي لها مباشرة برأسه داخل الشباك وسط اندهاش الحارس النيوزيلندي. وجاء الهدف الرابع للماتادور الاسباني في الدقيقة 25 بعدما تهيأت الكرة لتشافي داخل منطقة الجزاء ليمررها مباشرة إلي فابريجاس نجم خط وسط ارسنال الانجليزي، الذي لم يجد أي صعوبة في زيادة حصيلة منتخب بلاده من الاهداف. ومثلما جرت الامور في الشوط الاول، سيطر المنتخب الاسباني علي مجريات اللعب تماما في النصف الثاني من المباراة في الوقت الذي بدا فيه الفريق النيوزيلندي مستسلما تماما للهزيمة الساحقة. وفي الدقيقة الثالثة من بداية الشوط الثاني، أحرز فيا الهدف الخامس للمنتخب الاسباني بعدما استغل الغفلة الدفاعية وسدد الكرة مباشرة في الشباك. وقال توريس بعد انتهاء المباراة: "كان أداء مميزا من فريقنا، أهدافي كانت لحظات رائعة بالنسبة لي". وقال فيسنتي ديل بوسكي مدرب المنتخب الاسباني: "لايزال أمامنا منافسون أقوياء للغاية ويجب ألا نعتقد بأننا الافضل، نتمني الظهور بمثل هذا المستوي أمام العراق". وجاءت الاهداف الغزيرة في مباراة اسبانيا ونيوزيلندا كتعويض عن التعادل السلبي الباهت بين جنوب افريقيا والعراق في المباراة التي شهدت حضورا جماهيريا بلغ نحو 49 ألف مشجع. وكان رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما والسويسري جوزيف بلاتر رئيس اتحاد الكرة الدولي "فيفا" قد افتتحا البطولة وشاهدا اصحاب الارض وهم يستحوذون علي الكرة بشكل كبير ولكن دون ان يشكلوا خطورة حقيقة علي مرمي أسود الرافدين. وسيطر الشعور بخيبة الامل علي لاعبي منتخب جنوب افريقيا بينما أبدي لاعبو المنتخب العراقي بطل آسيا رضائهم عن نتيجة التعادل السلبي بين الفريقين. ومن جانبه قال الصربي بورا ميلوتينوفيتش المدير الفني للمنتخب العراقي إنه راض عن النتيجة واضاف: "اللعب امام المنتخب المضيف ليس أمرا سهلا وأعتقد أننا حققنا نتيجة جيدة بالتعادل، وأري أننا فزنا بنقطة". وقال جويل سانتانا المدير الفني لمنتخب جنوب افريقيا الملقب باسم البافانا "الأولاد" حارس مارمنا لم يجد شيئا يفعله في المباراة، سيطر منتخب البافانا علي مجريات اللعب بشكل جيد".