ناقش مجلس الشوري بجلسة أمس الثلاثاء، طلب المناقشة المقدم من محمد فريد خميس رئيس لجنة الإنتاج الصناعي والطاقة بخصوص سلامة الغذاء وتأمينه، كانت لجان الصناعة والطاقة، الصحة والسكان، الزراعة والري، قد عقدت عدة جلسات استماع لجميع أطراف هذه الصناعة المهمة، شملت ممثلين عن وزارة التجارة والصناعة، ووزارة الصحة، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، غرفة الصناعة الغذائية، الاتحاد العام للغرف التجارية، جهاز حماية المستهلك، الهيئة العامة للمواصفات القياسية، وحدة إنشاء جهاز سلامة الغذاء بوزارة الصحة، وانتهي الرأي علي أهمية استصدار قانون بإنشاء جهاز سلامة الغذاء، الذي قامت وزارة التجارة والصناعة برفعه إلي مجلس الوزراء منذ أكثر من تسعة شهور وتمت مناقشته في أكثر من جلسة بحضور الوزراء المعنيين حتي تم التوصل إلي صياغة وافقت عليها جميع الجهات التي تتعامل مع الغذاء وسلامته ولقد اشتمل التقرير الذي قدمه محمد فريد خميس إلي المجلس علي رؤية مهمة علي طريق سلامة الغذاء. أ- تعتبر مشروعات التصنيع الغذائي من أقدم المشروعات الصناعية التي ظهرت مع ظهور الإنسان وسعيه للحصول علي غذائه فقد عرفها الإنسان بالفطرة واستخدم وسائل الإنتاج البدائية المتاحة له في القيام بها، وقد تطورت تلك الأدوات مع مرور الزمن وأدخل بها العديد من الوسائل والتقنيات الحديثة التي وصلت إلي مرتبة عالية من التكنولوجيا تعد صناعة الغذاء من أهم الصناعات للدول الغنية والفقيرة علي حد سواء، وترجع أهميتها إلي أنها تقوم بتوفير السلع الأساسية والضرورية للإنسان، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بتحقيق أمنه الغذائي، كما أنها تساهم في تنمية الاقتصاد القومي من خلال استغلال الموارد المتاحة في المجتمع، ويعتبر الإنتاج الزراعي والتصنيع الزراعي وجهين لعملة واحدة بحيث تقل قيمة أي منهما دون وجود الآخر، من هذا المنطلق، يعتبر عدم التنسيق بين خطط التصنيع وخطط الإنتاج الزراعي من أهم المشاكل التي تواجه تقدم الصناعات الغذائية في مصر، كما أن عمليات تصدير الحاصلات الزراعية من الخضر والفاكهة الطازجة -علي سبيل المثال- تواجه العديد من المشاكل والتي لا سبيل إلي مواجهتها والخروج منها إلا بالاتجاه نحو التصنيع. ب- وتاريخياً، كان إنتاج الصناعات الغذائية في مصر يوجه للسوق المحلي أساساً، ويصدر بعض الفائض للأسواق المجاورة خاصة السودان، لذلك لم يتجاوز معدل نمو السوق المحلي 2-3% سنوياً، وفقاً لتقديرات المنتجين تقوم الصناعات الغذائية في معظمها علي وحدات صغيرة ومتناهية الصغر، كما يشير الواقع إلي أن أكثر من 80% من حجم الصناعة يعمل بشكل عشوائي (بير السلم) ولا يلقي أي نوع من الرعاية أو المساعدة الفنية. ج- وتشمل المنتجات الأساسية للمنشآت العاملة بالقطاع علي اختلاف أحجامها، الأغذية المحفوظة مثل الفواكه والخضروات المعلبة والمجمدة، واللحوم المجهزة، والدواجن والأسماك، والمنتجات الثانوية للأغذية المصنعة، والأعلاف، والألبان ومنتجاتها، والسكر والمصنوعات السكرية، والمشروبات الفوارة والمقطرة، وبدرجة أقل الطباق والسجائر، والمياه المعدنية والغازية. د- ويتركز التصدير في مجال الصناعات الغذائية علي الشركات التي نجحت في تطوير منتجاتها طبقا للمعايير الدولية وهي تصدر غالباً إلي الأسواق المجاورة في إفريقيا والمنطقة العربية التي تتشابه أذواقها مع الذوق المصري، ثم إلي أسواق الاتحاد الأوروبي مستغلة اتفاقية الشراكة، ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية. ه- ويعتبر قطاع الصناعات الغذائية بمفهومه الشامل حالياً، قطاعاً محورياً ورئيسياً في الاقتصاد القومي حيث يصل عدد العاملين بهذا القطاع إلي نحو 225 ألف عامل ويمثلون 10% من قوة العمل في قطاع الصناعة تبلغ تكاليفه الاستثمارية 40 مليار جنيه، وتبلغ قيمة إنتاجه 7.42 مليار جنيه، وتبلغ قيمة الصادرات الغذائية نحو 3 مليارات جنيه مصري طبقاً لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ونحو 8 مليارات جنيه طبقاً لتقديرات وزارة التجارة والصناعة.