* بداية ما تعليقكم علي واقعة نصب نبيل البوشي علي عدد كبير من المستثمرين .. هل هذا يعود الي عدم وجود اداوات مالية قادرة علي اجتذاب الافراد؟ ** لا اود ان أعلق علي القضية بعينها .. ولكن نستطيع ان نقول بشكل عام ان هناك 3 انواع من الاستثمار في سوق المال، اما ان يذهب المستثمر ويستثمر مباشرة من خلال شركة سمسرة اوراق مالية او ان يطلب المستثمر تكوين محفظة اوراق مالية خاصة به أو أن يستثمر أمواله في صندوق استثمار، واعتقد ان الطريقة الاكثر شيوعا في السوق المصري هي الاستثمار المباشر وان كنت اري انه من الافضل ان يتجه المستثمر الي صناديق الاستثمار وهذا لسببين الاول ان علاقة السمسار بالمستثمر فيها نوع من تضارب المصالح فمن مصلحة السمسار اجراء اكبر عدد من عمليات التداول علي محفظة العميل علي الرغم من ان هذا قد لايكون في مصلحته ، بينما يوجد توافق بين مصلحة العميل ومدير الاستثمار لانه يتقاضي نسبة من ارباح العميل وليس من عمليات التداول , والسبب الثاني ان القائمين علي شركات ادارة المحافظ يتم ترخيصهم من قبل هيئة سوق المال بناء علي خبرتهم في هذا المجال الاستثماري بينما لايتم ذلك بالطبع بالنسبة للسماسرة. التسويق * ولكن أليست صناديق الاستثمار مقصرة في عمليات التسويق؟ ** الدعاية ليست مهمة الصناديق فقط فهي أيضا مهمة الاعلام وهيئة سوق المال والبورصة، فالواقع أن الإعلام يسلط الضوء علي الجوانب المتعلقة بشراء الافراد للأسهم وليس الصناديق . * ولكن صناديق الاستثمار لاتحقق الارباح الكبيرة التي يحققها بعض المضاربين في السوق خاصة في ظل ارتفاع معدلات التضخم التي تنتقص من قيم هذه الارباح؟ * حتي وان حقق الصندوق نموا في العائد 18%فهو لايقارن بالمعدلات الكبيرة التي يحققها المضاربون في السوق؟ ** المضاربون يمكنهم تحقيق ارباح كبيرة وخسائرهم ايضا تكون ضخمة، وأعتقد أن المستثمرين الافراد لايستطيعون ان يحققوا علي المدي المتوسط والطويل نفس الأرباح التي تتحقق من خلال الصناديق , هذا الي جانب ان فكرة ان يعطي المستثمر أمواله الي جهة غير مرخص لها لاستثمار هذه الأموال يمثل مخاطرة كبيرة ولاتقارن بالشفافية التي تتمتع بها استثمار هذه الاموال في شركات ادارة المحافظ حيث إن المستثمر يحصل علي تقارير منتظمة عن استثماراته من الشركة ومن البنك ايضا الذي فتح فيه الحساب . الصناديق النقدية * ما سبب الانتشار السريع للصناديق النقدية في السوق المصري؟ ** الواقع ان هناك 3 انواع من صناديق الاستثمار الاول عالية المخاطر والتي تكون معظم استثماراتها في البورصة والثاني صناديق قليلة المخاطر والتي تكون استثماراتها في ادوات ذات عائد ثابت والثالث صناديق متوسطة المخاطر تخلط بين الاستثمارين السابقين، والصناديق النقدية حققت رواجا اكبر من صناديق الاسهم لانها توفر الأمان والسيولة ولكنها لاتوفر عائداً مرتفعاً خاصة وأنه بعد الخسائر المتحققة في عام 2008 مازال هناك الكثير من المستثمرين متخوفين من الاستثمار في الأسهم، وعموما فالصناديق النقدية اداة جيدة للاستثمار خاصة وانها معفاة من الضرائب . وبالنسبة لنا فقد قمنا مؤخرا بإطلاق صندوق بيريوس النقدي ومتوقع ان يقفل الاكتتاب فيه في 21 مايو القادم . * الي أي مدي ساهمت صناديق الاستثمار المطابقة لأحكام الشريعة الاسلامية في تنشيط السوق؟ ** الواقع انه في الأعوام الثلاثة الأخيرة بدأ الاستثمار الخليجي يتواجد في السوق المصري بقوة وأسهم في نشر هذا النموذج الاستثماري المنتشر في الخليج والذي لم يكن يحظي باهتمام كبير في السوق المصري من قبل، وأعتقد ان هذه الصناديق ستجتذب شريحة كبيرة من القطاع العائلي البعيد عن القطاع المصرفي في الفترة القادمة . * ولكن هل تحقق هذه الصناديق عوائد اقل من الصناديق التقليدية؟ ** قد تكون ارباحها اقل ولكن ليس بفارق كبير , كما انها اثبتت في عام 2008 أنها اقل في المخاطر واقل تأثراً بالازمة العالمية , والمخاطر في حد ذاتها لها ثمن يؤخذ في الاعتبار.