أظهرت بيانات وزارة الخزينة الأمريكية في تقريرلها ارتفاع الطلب علي سندات الخزينة التي تصدرها واشنطن للفترة الأولي من 2009 ، الأمر الذي يمثل تطوراَ إيجابياَ لاقتصاد الولاياتالمتحدة ، الذي كان ينتظر بقلق بعض الأدلة علي استمرار الثقة الدولية لاستثمار بقطاع القروض الحكومية . وبحسب التقرير ، فقد قام المستثمرون الدوليون بشراء سندات بقيمة 10.7 مليارا دولار. خلال ينايرالماضي ، الأمر الذي طمأن الأسواق ، بعد أن شهدت السندات موجة بيع غير مسبوقة بسبب مخاوف من مستقبل الاقتصاد الأمريكي ، تخلص خلالها المستثمرون مما يعادل 25.8 مليار دولار. واحتلت الصين صدارة الدول التي اشترت السندات الحكومية الأمريكية الطويلة الأجل ، مما عزز موقعها كأكبر مقرض للولايات المتحدة ، في حين حلت اليابان في المركز الثاني . وكانت الخزينة الأمريكية قد أصدرت الكثير من السندات بهدف تمويل مشاريع وخطط الإنقاذ الاقتصادي المكلفة التي تبنتها مؤخرا ، الأمر الذي قال خبراء إنه سيزيد الإنفاق المحلي ويرفع التضخم ، وينعكس سلباَ علي قيمة السندات. بالمقابل كان عدد من المراقبين في انتظار بيانات الخزينة لعام 2009 لتحديد رؤيتهم لمستقبل الاقتصاد العالمي ، اذ إن تراجع بيع السندات كان سيدفع الولاياتالمتحدة لإيجاد طرق أخري لتمويل خططها، بينها إصدار المزيد من الدولارات ، الأمر الذي سيتسبب بهبوط قيمة العملة الخضراء والدخول في دوامة جديدة من الأزمات . وكان رئيس الوزراء الصيني ، ون جياباو ، قد اعرب عن مخاوف بلاده حيال مصير أصولها المالية في الولاياتالمتحدة وقال موجهاَ كلامه للصحفيين الأجانب : "لقد أقرضنا أمريكا الكثير من الأموال ، ويهمنابالتالي سلامة أصولنا.. وبصراحة ، فأنا أشعر ببعض القلق ، وأتمني منكم أن تطلبوا من الولاياتالمتحدة احترام كلمتها، وضمان سلامة الأصول الصينية ." وتمتلك الصين أكثر من بليوني دولار علي شكل احتياطيات أجنبية ، كما تعتبر أكبر مقرض للولايات المتحدة ، مع 740 مليار دولار من أصل ديون أمريكا التي تبلغ 10.9 تريليون دولار.