الأزمة المالية العالمية تلقي بظلالها علي اقتصاديات الدول الغنية والفقيرة علي حد سواء والبحث عن حلول أصبح مطلب ملحاً لكثير من الدول وعكف الاقتصاديون في مختلف الدول المتقدمة والنامية للخروج من هذه الأزمة بحلول مقترحة لعلها تكون المخرج والسبيل إلي طوق النجاة من تبعات هذه الأزمة ويشير البنك الدولي في ورقة بحثية إلي أن البلدان الناحية تواجه نقصا في التمويل يتراوح بين 270 و700 مليار دولار أمريكي هذا العام، مع ابتعاد المقرضين من القطاع الخاص عن الأسواق الناشئة، وعدم توافر الموارد اللازمة للحيلولة دون تزايد الفقر إلا لدي الربع فحسب من البلدان الأشد معاناة. وأضاف البنك الدولي في البحث، المعد لطرحه علي اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين، أن مؤسسات التمويل الدولية لا تستطيع وحدها في الوقت الراهن أن تغطي النقص الذي يشمل الدين العام والخاصة والعجز التجاري والذي يواجهه 129 بلدا، بل ولا النقص في الشريحة الدنيا منها وسيتطلب حل هذا الوضع تضافر جهود الحكومات والمؤسسات المتعددة الأطراف والقطاع الخاص ولا يستطيع سوي ربع البلدان النامية المعرضة للمعاناة توفيرالتمويل لإجراءات تستهدف التخفيف من آثار التراجع الاقتصادي، ومن بينها ايجاد فرص العمل وإنشاء برامج شبكات الأمان، وقال رئيس مجموعة البنك الدولي روبرت زوليك: يجب علينا التفاعل بشكل فوري مع أزمة متنامية تلحق الضرر بسكان البلدان النامية.. فهذه الأزمة العالمية بحاجة إلي حل عالمي وأضاف: وتمثل الحيلولة دون وقوع كارثة اقتصادية في البلدان النامية جانبا مهما من الجهود العالمية الرامية إلي التغلب علي هذه الأزمة، اننا نحتاج إلي الاستثمار في شبكات الأمان وفي البنية التحتية وفي الشركات الصغيرة والمتوسطة بغية ايجاد فرص عمل وتجنب نشوب اضطرابات اجتماعية وسياسية وسيتراجع معدل نمو الاقتصاد العالمي علي الأرجح هذا العام، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يقل النمو 5 نقاط مئوية علي الأقل دون المستوي الممكن تحقيقه وتظهر توقعات البنك الدولي أن الناتج الصناعي العالمي بحلول منتصف عام 2009 سيكون أقل بنسبة 15% عما كان عليه عام 2008. وقالت نجوزي أوكونجو ايويال، المديرالمنتدب للبنك الدولي: حين بدأت هذه الأزمة كان الناس في البلدان النامية ولا سيما في افريقيا هم المارة الابرياء.. ومع ذلك فليس أمامهم أيخيار إلا أن يتحملوا عواقبها الشديدة وأضافت يجب أن ننظر إلي الفقراء باعتبارهم أصولا ثمينة لا باعتبارهم أعباء، فالعولمة الجديدة يجب أن يكون الغرض منها اعتماد وسائل جديدة للرعاية بأطفالنا الرضع وتعليم شبابنا وتمكين نسائنا من أسباب القوة وحماية الضعفاء وأفادت الورقة البحثية بأن 94 بلدا من بين 116 بلدا نامية تعاني تراجع النمو الاقتصادي ومن بين تلك البلدان هناك 43 بلدا تعاني مستويات مرتفعة من الفقر وأشد القطاعات تأثرا حتي الآن هي القطاعات التي كانت الأكثر نشاطا، وهي في العادة قطاعات التصدير التي تتخذ مواقعها في المناطق الحضرية وكذلك البناء والتعدين والصناعات التحويلية ويزداد اعتماد العديد من أشد بلدان العالم فقرا علي المساعدات الانمائية مع تراجع صادراتها وعائداتها المالية بسبب هذه الأزمة وقد تخلف المانحون بالفعل في الوفاء بتعهداتهم بزيادة المعونة والتي التزموا بها في قمة جلين ايجلز عام 2005. من ناحية أخري أعلنت بعض كبري شركات الطيران الأمريكية عن خطط للاستمرار في ايقاف طائرات عن الطيران وتغيير جداول الرحلات وخفض العمال بسبب هبوط سوق السفر وقالت دلتا ايرلاينز، وهي أكبر شركة طيران في العالم من حيث عدد المسافرين عبرها، إنها ستنخفض عدد المقاعد في العالم بنسبة 10% هذا العام. وأوضحت أن الأزمة الحالية ستدفعها إلي خفض رحلاتها عبر الاطلسي بنسبة 13% وتأتي الخطوة بعدما أعلنت الشركة عن خفض عام في عملياتها يصل إلي 8% هذا العام يؤدي إلي تقليص في وكانت الشركة قد أعلنت أن سبعة آلاف من موظفيها أخذوا اجازات طوعية في العام الماضي وقد اضطر الوضع الحالي شركة يونايتد ايرلاينز، وهي ثالث أكبر شركة طيران أمريكية إلي خفض عملياتها الخارجية بنسبة 14.5% في الفصل الحالي و5.5% في 2009 كلها وانخفض عدد المسافرين عبرالمحيط الهادي الشهر الماضي بنسبة 25% بالمقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي.