حذر مدير منظمة التجارة العالمية من أن المفاوضات الرامية لاتمام جولة الدوحة قد تظل مجمدة في حال تراجعت الإدارة الأمريكية عن تحرير التجارة في ظل الركود الاقتصادي بالولايات المتحدة وعبر عن أمله في استئناف مفاوضات الجولة في بضعة أشهر. وكانت المفاوضات في إطار ما يعرف بجولة الدوحة التي انطلقت في 2001 قد توقفت العام الماضي بعدما أخفقت الدول المتفاوضة المتقدمة والنامية في التوصل لاتفاق نهائي فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية والصناعية. وفي تصريح صحفي بكانبيرا الاسترالية حيث يشارك في مؤتمر حول الزراعة قال باسكال لامي إن اجتماعا وزاريا للدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية لوضع اللمسات الأخيرة علي اتفاق يحسم جولة الدوحة قد يعقد الصيف المقبل. وأضاف لامي أن المفاوضات يمكن أن تستأنف حالما تقر إدارة الرئيس الأمريكي سياستها التجارية وبعد الانتخابات العامة في الهند علما بأن منصب الممثل التجاري في إدارة باراك أوباما لايزال خاليا بعد شهر من توليها مقاليد الحكم. وكان أوباما قد رشح قبل أيام عمدة دالاس السابق رون كيرك لمنصب الممثل التجاري،إلا أنه تلزم موافقة الكونجرس وهي موافقة مرجح حصولها علي الرغم من الضجة التي أثيرت بشأنه لتخلفه عن سداد ضرائب مستحقة عليه. وتابع مدير منظمة التجارة الدولية أنه يأمل أن تتوافر فرصة لاستئناف المفاوضات قبل عطلة الصيف المقبل وأضاف أن اجتماع وزراء تجارة الدول الأعضاء في مجموعة العشرين علي هامش قمة المجموعة في الثاني من ابريل المقبل بلندن يمكن أن يضع أساسا لاستئناف المفاوضات. وكانت القمة السابقة للمجموعة من نوفمبر الماضي قد دعت وزراء التجارة في المجموعة إلي تقديم مشروع اتفاق بنهاية 2008 إلا أن باسكال لامي لم يدع إلي اجتماع وزاري بسبب الخلافات السياسية فيما بين الدول المتقدمة والنامية وفيما بين الدول المتقدمة نفسها وكذلك لأن إدارة أوباما لم تكن قد تسلمت زمام السلطة بعد. واعتبر لامي أنه لو تم التوصل العام الماضي إلي اتفاق بشأن الزراعة والصناعة لكان الاتفاق مهد الطريق لتسوية مسائل أخري مختلف عليها مثل الخدمات والاعانات المقدمة لقطاع الصيد البحري زيادة علي معالجة القضايا البيئية ذات الصلة بالتجارة. وفي وقت سابق شدد باسكال لامي علي أن استكمال مفاوضات جولة الدوحة يمثل ضمانة ضد السياسات الحمائية في مجال التجارة الدولية.