كوارث ومشكلات عدة تعرض لها المتعاملون بالبورصة وبخاصة خلال النصف الثاني من العام الماضي، وهناك من يحقق الارباح التي يطمح إليها وهناك من لا يجني سوي الخسائر الفادحة وكل له اسبابه، وسمعنا خلال الفترة القليلة الماضية عن حالات إغماء لبعض المستثمرين ونوبات قلبية في احيان اخري اودت بحياة البعض - ممن يمنون بخسائر فادحة بالبورصة - وهناك من "يلعن" و"يسب" ويتشاجر.. الا انه والغريب في الفترة الأخيرة سمعنا عن "القتل" بأسم البورصة. اي ان البورصة كانت السبب ايضا. ويري الخبراء ان هناك تحولا جذريا في شخصية المتعاملين بالبورصة بل وان هذه المهنة "الاستثمار في البورصة" اصبحت مهنة من لا مهنة له "وباتت البورصة تضم" العاطل والباطل "والهدف واحد وهو تحقيق الارباح والمكاسب الخرافية التي قد يجمعها في جلسة واحدة فقط - حسبما يسمع ويري - واجمع خبراء الاقتصاد علي ان هناك اسبابا عدة غيرت كثيرا من مفهوم الاستثمار بالبورصة لدي الغالبية العظمي من المتعاملين بها. وفند الخبراء هذه العوامل في عدة بنود ابرزها "غياب الوعي الحقيق وعدم تبني استراتيجية محددة عند الاستثمارا واتباع العشوائية والسعي وراء الشائعات والتهافت علي المضاربات والطمع ونقص الخبرة واتباع سياسة "الفهلوة" متناسين خصوعها لقواعد وضوابط وأسس وأستراتيجة. واشاروا إلي المشكلات التي بدأت تتفاقم في الفترات الأخيرة من البورصة كانت في المقام الأول بسبب تصرفات وسلوكيات المستثمرين مؤخرا. وقالوا ان هذه الفئة من المستثمرين بالرغم من انها ليست نسبة كبيرة إلا ان لها اثارا سلبية كبيرة علي السوق خاصة وان هذه الفئة من المستثمرين تسير وفقا لسياسة القطيع وهو ما يؤدي إلي إيجاد حالة من التوتر والتذبذب بالبورصة ودائما ما تكون ردود افعالهم مبالغا فيها للغاية. واكد إيهاب سعيد رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول لتداول الأوراق المالية ان الفئات والشرائح الجديدة الوافدة علي البورصة مؤخرا هم من غيروا إلي حد كبير الاوضاع في البورصة مشيرا إلي ان الظروف التي عاشتها البورصة طيلة الاعوام الماضية والارباح التي حققتها الغالبية العظمي من المستثمرين والرواج الانتعاشية الأخيرة تسببت في جذب شرائج من المصريين لا يعلمون شيئا عن أساسات الاستثمار في البورصة ونسوا انها تخضع لأسس وقوانين وضوابط محددة فيما انتهج الكثيرون منهم سياسة "الفهلوة"ونسوا ايضا الرجوع في استثماراتهم بالبورصة إلي الاخبار ونتائج اعمال الشركات متوجهين نحو المضاربات والمغامرة بأموالهم وليس الفائض لديهم مما كبدهم خسائر فادحة ومن ثم ارتكاب الجرائم والاصابة بالامراض التي قد تؤدي في بعض الاحيان إلي الموت بسبب الخسائر التي تكبدوها جراء الاستثمار في البورصة. وطالب بضرورة اتباع استراتيجية محددة وواضحة عند الاستثمار في البورصة بدلا من الانصياع لسياسة التخبط والعشوآئية. ويقول أحمد حنفي خبير التحليل الفني ان البورصة كانت ومازالت من أكثر المجالات الاقتصادية حساسية وافضلها من حيث الاستثمار مؤكدا ان البورصة هي مرآة الاقتصاد بصفة عامة. الا ان التصرفات الأخيرة من قبل بعض المتعاملين في البورصة تسببت وبشكل كبير وقاطع في وصول الامور إلي حالة سيئة للغاية.واكد ان الحكومة كانت قد اصدرت التشريعات اللازمة لتنظيم وترتيب عمل البورصة وتوفير كل سبل تطويرها من خلال اصدار قانون سوق رأس المال رقم "95" لسنة 1992 لجذب انتباه صغار المدخرين والمستثمرين إلي السوق لاستثمار اموالهم في شراء الاوراق المالية. كما ان هناك تعديلات مستمرة من شأنها تحقيق الاستقرار المطلوب الحفاظ علي حقوق المستثمرين. ومن ثم فإن الامور مواتية تماما وهناك ارض خصبة للمتعاملين بالسوق يمكنهم تحقيق أكثر المكاسب الا انهم استغلوا الامور بطريق الخطأ ومن ثم اضاعوا فرصا كبيرة. واكد ان اختلاف انواع المستثمرين كل حسب رغباته وميوله وثقافته ساهم بقدر كبير من احداث حالة من التوتر في البورصة من حين لآخر مؤكدا ان هناك العديد في العوامل التي تحدد استراتيجية المستثمر بالبورصة اهمها ثقافته ومحفظته المالية وطبيعة عمله ودرجه خبرته ومهارته. واشار إلي ان السوق فشل بحجمه المتنامي ومستثمريه المتزايدين من حيث العدد في التعامل مع مافيا الشائعات. وتقول رانيا نصار رئيس قسم التحليل الفني بشركة ميراج لتداول الاوراق المالية ان الطمع والجشع وغياب الاستراتيجية الواضحة في الاستثمار في البورصة تعتبر بداية النهاية للمستثمر في البورصة مؤكدة ان المغامرة والطمع تقود المستثمرين إلي الهاوية ومن ثم هناك العديد من القواعد يجهلها المتعالمون فيآلبورصة مؤكدا انه يجب علي المستثمر الرجوع مرة أخري وحساب خطواته حتي لا ينزلق في الدوامة ومن ثم تكبد الخسائر بدون توقف ومن ثم يعود ويلقي - اي المستثمر - باللائمة علي البورصة وقياداتها والتشريعات والقوانين في حين ان تصرفاته وسلوكه هي السبب الرئيسي. واشارت إلي المستثمرين وفي ظل النشاط الجامح الذي شهدته البورصة مؤخرا وعلي مدار الاعوام الثلاثة الماضية فتحت شهية المستثمرين ومن ثم فتح الباب لشرائح جديدة إلي البورصة التي استطاعت استقطاب عدد كبير من المتعاملين 60% منهم يفتقدون إلي الخبرة والمهارة ولا يتبنون اية استراتيجية في تعاملاتهم واستثماراتهم بالبورصة.