مازالت قضية الارتفاعات غير المبررة والسريعة في أسعار بعض الأسهم خطيرة للغاية وتثير العديد من المخاوف والتساؤلات لاسيما الخوف من سيطرة المضاربين علي السوق ومن التأثير السلبي والمدمر للشائعات علي المتعاملين بسوق الأوراق المالية خاصة في ضوء سعي بعض المتعاملين بالسوق وراء الأسهم المجهولة علي حساب أسهم الشركات الجيدة والقائدة التي فشلت في انتزاع قيادة السوق من تلك الأسهم المجهولة. خرجت علينا خلال تعاملات الأسابيع القليلة الماضية وتحديداً فيما قبل العيد بعض من الأسهم المجهولة والتي لم يكن من المنطقي أن تشهد مثل هذا الارتفاع وهي أسهم "قطاع النقل البحري" شهدت ارتفاعات قياسية وبنسب خرافية في الوقت الذي عجز فيه الخبراء والقائمون علي السوق عن الحصول علي أسباب منطقية تبرر هذه الارتفاعات إلا أن المضاربين استغلوا حالة التخبط والعشوائية للمتعاملين في السوق وبدأوا في تحريك مثل هذه الأسهم وبسهولة شديدة ولنقص الوعي والخبرة لدي الغالبية العظمي من المتعاملين بالسوق انساقوا وراء أسهم قطاع النقل البحري لمجرد بعض الشائعات أو الأخبار غير الدقيقة منهم من حقق أرباحاً خرافية "وهم المضاربون" والبعض الآخر لم يجن سوي الخسائر الفادحة "أغلبية المتعاملين وبخاصة صغار المستثمرين" ومن ثم أصبح قطاع النقل البحري "منجماً للذهب" لمجموعة من المستثمرين في حين أنه بمثابة "لعنة" أصابت العديد لاسيما بعد الهبوط الشديد لأسهم القطاع بعد الارتفاعات الخرافية.. منجم ذهب أكد أحمد الحناوي رئيس قسم البحوث الفنية ومدير العمليات بشركة أورونايل للاستشارات وتداول الأوراق المالية.. أن قطاع النقل البحري تحول بالفعل إلي منجم ذهب لبعض المتعاملين فيما يعد من ناحية أخري بمثابة لعنة للبعض الآخر وهم الغالبية العظمي مشيراً إلي أن المضاربين هم أول من استفادوا من ارتفاعات أسعار أسهم القطاعات لأنهم كانوا السبب في ذلك في حين أن أغلب المتعاملين وخاصة الصغار منهم ممن يفتقدون إلي الوعي والخبرة والمهارة كانوا أول الخاسرين. أشار إلي أن بيانات التداول تعكس بقوة حجم التذبذبات العنيفة في أسعار أسهم قطاع النقل البحري في الجلسة الواحدة الذي ارتفع بلا مبرر مشيراً إلي أن جميع أسهم قطاع النقل البحري هوت بصورة كبيرة خلال جلسة يوم الاثنين الماضي جلسة ما قبل العيد بعد قفزات سريعة وغبر مبررة بالمرة التي شهدتها مع مطلع الأسبوع. أضاف أن أسهم "العربية المتحدة للشحن والتفريغ" خسرت أكثر من 36% و20% من قيمتها خلال أربع ساعات فقط وهي عمر جلسة التداول اليومية في مقصورة بورصتي القاهرةوالإسكندرية حيث تراجعت الورقة من 20.11 جنيه إلي 92.8 جنيه. أضاف أن سيناريو الهبوط الماراثوني الذي تعرضت له العربية المتحدة للشحن والتفريغ تكرر مع "القناة للتوكيلات الملاحية" التي تراجعت بدورها بنسبة 12% و20% لينخفض السهم من مستوي 13 و36 جنيهاً إلي 86 ، 28 جنيهاً. كما تراجعت أسهم "المصرية لخدمات النقل ايجيترانس" من 52 و 27 جنيهاً إلي 25 و 22 جنيهاً في نفس جلسة التداول لتفقد نحو 15 ، 19% من قيمتها. كما انخفضت أسهم "الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع" من 81 ، 187 جنيهاً إلي 16 ، 164 جنيهاً بنسبة انخفاض سجلت 59% و 12%، في نفس الجلسة أيضاً.. قال الحناوي إن السبب في هذه التذبذبات وما شهدته أسهم النقل البحري تحديداً بعد أن كانت حديث السوق خلال الأسابيع القليلة الماضية سيطرة المضاربين الكاملة علي مقاليد اللعب في البورصة وخبرتهم الكبيرة في إيجاد الحيل والطرق التي من خلالها يتمكنون من جذب صغار المستثمرين إلي أي من الأسهم المعينة ومن ثم كان الدور علي أسهم قطاع النقل. ظاهرة ليست جديدة أكد كريم عبد العزيز نائب المدير التنفيذي بشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار أن هذه الظاهرة ليست جديدة علي السوق وإنما تظهر علينا من حين لآخر خاصة في ظل حالات التخبط التي تنتاب بعض المتعاملين.. مشيرا إلي أن الأرض الخصبة للمضاربين ومن ثم تبدأ نشاطاتهم في هذه الأوقات تحديدا مستغلين نقص المهارة والخبرة بالنسبة لصغار المستثمرين ويبدأون في نشر الشائعات والأخبار غير الصحيحة. تساءل كيف لسهم أن يصعد من مستوي 17 جنيها خلال أيام قليلة للغاية إلي مستوي 40 جنيها ثم يتراجع إلي مستوي 32 جنيها ثم الهبوط الدامي والمؤثر إلي مستوي 28 جنيها وهو ما حدث مع سهم القناة للتوكيلات الملاحية. أشار إلي أن السبب في ذلك ابتعاد المستثمرين في سوق الأوراق المالية عن أسس وأصول الاستثمار الصحيح في البورصة واتباع العشوائية وبالتالي هناك فريقان لا ثالث لهم اما فريق استطاع أن يحقق خسائر فادحة أو فريق آخر استطاع أن يحقق ارباحا خيالية وهم المضاربون بالطبع وأصحاب المصالح. طالب بمزيد من الرقابة والتدخل السريع من قبل الهيئة العامة لسوق المال وإدارة بورصتي القاهرةوالإسكندرية للحد من هذه الظاهرة السلبية لأن من شأنها القضاء علي كل النجاحات التي حققتها البورصة مؤخرا. أكد أن مثل هذه الممارسات غير المشروعة من قبل البعض فوتت الفرصة علي الأسهم القيادية والأسهم الواعدة لاستعادة امتلاك زمام الأمور خاصة واننا أصبحنا لم نر في الوقت الحالي سوي تحركات مريبة لبعض الأسهم المجهولة وارتفاعات غير مبررة والأمر قد يزداد سوءا إذا لم يكن هناك تدخل فوري وسريع. ترويج الشائعات سامح السبكي مدير قسم البحوث الفنية بشركة نماء لتداول الأوراق المالية يري أن الظاهرة لن تنتهي من السوق طالما ظل المضاربون يروجون الشائعات والأخبار غير الصحيحة من ناحية ونقص الخبرة الاستثمارية لدي المستثمرين من ناحية أخري.. مشيرا إلي أن المستثمر إذا ما أراد أن يحقق الارباح التي يطمح إليها فعليه أن يبحث عن الأسهم الواعدة ذات الأساس المالي والأداء الجيد إلا أنه من الملاحظ أن المستثمرين مازالوا يفضلون البحث في الأسهم المجهولة ومن ثم تكبد أكبر الخسائر. أشار إلي أن الظروف الحالية للسوق والصعود الكبير للمؤشر الذي أعقبه هبوط كبير لتعاملات ما قبل العيد أصاب المتعاملين بشيء من التخبط خاصة بعد خروج المستثمرين الأجانب في الأسبوع قبل الماضي بصورة ملحوظة أشاع جوا من الخوف لدي المتعاملين بشأن الاستعداد لهبوط كبير في الفترات المقبلة الأمر الذي فسره البعض علي أنه خروج كان سببه الإعلان عن بيع خطوط الأسمنت المملوكة لشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة حيث تضاربت تفسيرات وتحليلات المتعاملين والسماسرة والخبراء بشأن خروج الأجانب من ناحية وبشأن قرار البيع وتأثيره علي أسهم الشركة ومستقبلها في الفترة المقبلة من ناحية أخري.