أكد الدكتور محمد السادة وزير الدولة لشئون الطاقة والصناعة القطري ان الأزمة المالية العالمية تهدد بانخفاض كبير في الطلب علي النفط مما يشكل مرحلة عصيبة بالنسبة لمنتجي الطاقة. وأوضح السادة في كلمة افتتح بها منتدي الإدارة العليا للتخطيط البترولي امكانية حصول نقص في امدادات الطاقة عندما يستعيد الاقتصاد العالمي عافيته. وأكد ان العديد من الشركات والدول تعرضت لضغوط شديدة بسبب الازمة المالية العالمية، مشيرا الي سعي شركات عالمية لبناء علاقات شراكة مع شركات قوية مثل قطر للبترول من أجل الدخول في مشروعات جديدة أو حتي مناطق أعمال جديدة. ولفت الي التغييرات التي حصلت في السوق العالمية للنفط منذ المنتدي الاخير في نوفمبر من عام 2007 حيث ارتفعت اسعار النفط من حوالي 90 دولارا في اكتوبر 2007 الي حوالي 150 دولارا في يولية الماضي ثم انخفضت الي ما دون ال50 دولارا الشهر الحالي. ونوه الي ان مواقف قطر للبترول من هذه الاحداث مبنية علي أساس امكانية حصول احداث لا يمكن التنبؤ بها، وقال ان خططنا قوية ولها هوامش سلامة من المحتمل ان تتماشي مع معظم المشكلات التي طرأت مؤخرا علي الاقتصاد الدولي. وأشار الي احتمال استمرار تقلب الأسعار علي المدي القصير، مؤكدا الثقة الكاملة باستمرار الطلب علي النفط والغاز والمواد البتروكيميائية وغيرها من المنتجات النفطية علي المدي الطويل. واوضح ان الوضع العالمي الحالي قد يكون فرصة بالنسبة لقطر للبترول خاصة في ظل انخفاض اسعار الاسمنت والحديد ولحالة سوق البناء حيث إنه نتيجة لذلك يمكن تخفيض تكاليف بعض المشروعات المبرمجة. ومن جانب آخر، أكد المهندس محمد العليم وزير النفط ووزير الكهرباء والماء الكويتي ان دول مجلس التعاون الخليجي تسعي الي تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية. وقال العليم في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" في ختام الاجتماع ال28 لوزراء البترول الخليجيين الذي استغرق يوما واحدا- ان دول المجلس شددت علي ضرورة استقرار اسعار النفط باعتباره منتجا تنمويا وليس سياسيا. وكرر الوزير الكويتي قوله بان تراجع اسعار النفط يعود الي الازمة الاقتصادية العالمية؛ لأن الاقتصاد العالمي يعتبر من أهم العوامل المحركة لاسعار النفط ولأن تراجع التنمية في بعض بلدان العالم كان له تأثير علي الطلب النفطي. واوضح ان دول المجلس تنشد دائما الدور المسئول خاصة فيما يتعلق بالاسواق النفطية من خلال تحقيق مصلحة المنتجين والمستهلكين. وقال ان التعاون الخليجي في المجال النفطي يسير وفقا لما هو مخطط له، وقد ترجم ذلك التعاون من خلال اللقاء الاخير لمنظمة الطاقة العالمية الذي عقد في لندن حيث كانت وجهات النظر الخليجية متطابقة تجاه القضايا التي طرحت في اللقاء. وذكر العليم ان الاجتماع الخليجي تطرق كذلك الي التعاون الخليجي مع المنظمات العالمية التي لها علاقة مباشرة بالبترول خاصة فيما يتعلق بالانبعاثات الكربونية ومدي تأثيرها علي البيئة. وكشف ان وزراء النفط الخليجيين بحثوا واقع الاعلام البترولي الخليجي من خلال تصديه لايضاح الصورة الحقيقية للدور التنموي الذي يلعبه النفط في دول مجلس التعاون وكذلك دوره في عملية استقرار اسعار النفط.
