اختلفت آراء خبراء أسواق المال حول أداء قطاع الاسمنت في البورصة خلال الفترة المقبلة فمنهم من أكد أن القطاع لن يتأثر بالأزمة العالمية خاصة أن الطلب علي الاسمنت مازال جيدا وكذا الطلب العالمي موضحين أن أعمال البنية التحتية محليا وعالميا والانشاءات العامة تستوعب مزيدا من الانتاج وبالتالي لن يقل الطلب علي الاسمنت وهو ما سيؤثر ايجابيا علي أسهمها التي لن تتأثر أيضا باعتبارها أسهما دفاعية ومالكيها من المستثمرين طويلا الأجل. واختلف بعضهم مع ذلك معتبرين أن أكثر القطاعات تأثرا بالأزمة العالمية هو قطاع العقارات باعتباره المستوعب الأول لإنتاج قطاع الاسمنت ومن ثم سوف يؤثر ذلك علي أرباح شركات القطاع بالسلب وسيظهر ذلك مع بداية العام المقبل 2009 غير أنهم أجمعوا أنه أقل تأثرا من قطاعات كثيرة. يري عصام مصطفي العضو المنتدب لشركة نماء لتداول الأوراق المالية أن قطاع الاسمنت من القطاعات التي لم تتأثر بشدة نتيجة للأزمة المالية العالمية نظرا لأنه قطاع يشهد طلبا خارجيا كبيرا موضحا أن تصدير الاسمنت سيسهم في عدم تعرضه للآثار السلبية للأزمة إلي جانب أن معظم شركات الاسمنت قامت بتنويع أنشطتها ودخلت في نشاطات جديدة اضافة إلي وجود شركات يتم إنشاؤها حاليا في سيناء موضحا أن قدرة ومرونة قطاع الاسمنت مرتفعة نظرا لأنها تخدم صناعة مطلوبة. يتوقع عدم تأثر أرباح شركات قطاع الأسمنت بنسبة كبيرة نظرا للطلب الخارجي ويتوقع أيضا عدم تأثر أسهم القطاع بنسب كبيرة نتيجة لأنها من الاسهم الدفاعية موضحا أنها ستشهد استقرارا خلال العام القادم. يتوقع عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الحرية لتداول الأوراق المالية أن يشهد قطاع الاسمنت تراجعا في الأرباح بنسبة منخفضة قد تصل إلي 20% مرجعا عدم تأثر أرباح قطاع الاسمنت بنسب كبيرة نظرا للطلب الخارجي إلي جانب أن شركات الاسمنت تقوم بالتحكم في الاسعار. يري أنه من الممكن أن يتم تخفيض كمية الإنتاج للعمل علي الحفاظ علي سعره الحالي. أشار عيسي فتحي إلي أن قطاع الاسمنت من القطاعات التي لم تتأثر بالأزمة بنسبة كبيرة نظرا للمشروعات التي تقوم بإنشائها الحكومة والخاصة بالبنية الاساسية مما يسهم في تعويضها عن الاحجام في القطاع العقاري. أوضح أن أسهم قطاع الاسمنت لم تجد قبولا من الافراد إلي جانب استحواذ الاجانب علي الأسهم اضافة إلي أنه لا يوجد شركة أسمنت يتم تداولها بنظام البيع والشراء بذات الجلسة إلي جانب أن أسعار أسهم القطاع لم تتحرك بتحرك السوق وبالتالي لا يوجد تأثير علي أسهم قطاع الاسمنت خلال الفترة القادمة. أوضح مدحت اصطفانوس رئيس القطاع التجاري بشركة بني سويف والاسكندرية للاسمنت أنه من الصعوبة التنبؤ بدقة باتجاه قطاع الاسمنت خلال الفترة القادمة نظرا للظروف التي تمر بها الاسواق لافتا إلي أنه يوجد عوامل عديدة تؤثر في السوق إلي جانب أن الاسواق تشهد تغيرا في كل لحظة. يري أن حجم التصدير سينخفض نظرا لأن كل الدول تمر بأزمة إلي جانب أن الأزمة لها تأثير مباشر علي الاسواق العالمية بعكس السوق المصري موضحا أن تأثير الأزمة علي مصر بصورة غير مباشرة. يري أن قطاع الاسمنت من القطاعات التي لم تتأثر بالأزمة بنسبة كبيرة لافتا إلي أن السوق المصري يحتاج كل سنة إلي 6 ملايين وحدة سكنية مما أدي إلي عدم الوفاء بهذه الوحدات خلال الفترات الماضية. يري أنه من الممكن أن شركات المقاولات تقوم بعمل هذه الوحدات المتراكمة مؤكدا أنها تعد منفذا قويا لشركات المقاولات إلي جانب أن الحكومة أعلنت عن ضخ استثمارات تقدر ب15 مليار جنيه لمشروعات البنية التحتية مما يعد عاملا قويا لنشاط قطاع المقاولات وبالتالي قطاع الاسمنت. لا يتوقع أن يتم خفض الإنتاج مشيرا إلي أن شركات قطاع الاسمنت تعمل بجميع طاقتها لتلبية الطلب المتزايد علي الاسمنت نظرا لانخفاض أسعار الحديد اضافة إلي أن الاسمنت يعد من السلع الاستراتيجية والاساسية التي تشهد طلب عليها موضحا أن أصبح الاستثمار العقاري في ذلك الوقت أصبح استثمارا آمنا مما دفع العديد من المدخرين وخاصة بعد تراجع أسعار الحديد إلي الاتجاه للاستثمار في العقار مما أوجد طلبا متزايدا علي الاسمنت.