في الوقت الذي تترقب فيه الأوساط السياحية المصرية ماذا سيحدث من جراء تأثير الأزمة العالمية علي الحركة السياحية الوافدة لمصر - هناك قلق جديد بدأ يظهر حيث إن هناك بعض المناطق السياحية المصرية لن يتوقف تأثيرها بتلك الأزمة فقط خاصة بعد حدوث تراجع في معدلات الحجز خلال العام الجديد ولكن ربما تتأثر بنوع جديد من المشكلات السياحية ستنعكس اثاره السلبية علي المنتجعات في بعض المناطق السياحية المصرية. يرجع السبب في ذلك الي رفض السائحين الألمان التواجد مع السائحين من الجنسيات الروسية رافعين شعار "حيث يتواجد الروس يمتنع الألمان" وكانت احدي الشركات الألمانية الكبيرة قد أخطرت بعض الشركات والفنادق المصرية بإبلاغها بالفنادق التي لا يوجد بها روس حتي يتم بيعها وتسويقها خلال المرحلة المقبلة. وبدأ الألمان في إرسال بعض التحذيرات الي وكلائهم المصريين يطالبون فيها بفنادق وحجوزات لا يوجد بها سياح روس ومردودهم في ذلك ان للروس عادات وتقاليد ربما لا تتفق مع طبيعة السياح الألمان. "الأسبوعي" ناقش الظاهرة مع الخبراء والمستثمرين السياحيين وكيفية علاجها حتي لا تتأثر التدفقات السياحية من كلا السوقين. ويكشف المهندس احمد بلبع رئيس جمعية مستثمري مرسي علم للسياحة عن انتشار ظاهرة خطيرة في الأسواق السياحية تتمثل في رفض السائحين الألمان التواجد مع السائحين من الجنسيات الروسية أو بمعني أدق "حيث يتواجد الروس يمتنع الألمان" موضحا ان أكبر شركة في ألمانيا واسمها أطلس والتي يوجد لها 2300 مكتب بيع في ألمانيا طلبت من بعض الأسواق السياحية ومن بينها مصر اسماء الفنادق التي لا يوجد بها جنسيات روسية حتي يتم بيعها وتسويقها خلال المرحلة المقبلة. ويضرب بلبع مثلا ان مدينة كميرا في تركيا بعد ان كانت المقصد الرئيسي للسوق الألماني ونتيجة لدخول السوق الروسي في جميع الفنادق بها خرج السوق الألماني منها ولا يوجد بها ألماني واحد حاليا مشيرا إلي اننا لن ننتظر ليحدث ذلك مع أي من المدن السياحية المصرية خاصة ان السوقين الروسي والألماني من أهم الأسواق المصدرة للسياحة الي مصر. ويطالب بلبع بوضع استراتيجية موحدة وموجهة إلي جميع الاسواق لإعادة النظر في السياسة التسويقية لكل الجنسيات موضحا ان الفترة المقبلة ستشهد اجتماعات متعددة في قطاعات السياحة المختلفة لوضع استراتيجية متوازنة حتي لا يخرج السوق الألماني من أي من المدن السياحية المصرية. مطلوب التنوع ويشير هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية إلي ان ما يتردد حاليا عن رفض الألمان وجود الروس في المقاصد السياحية التي يذهبون اليها ليس جديدا ولا يمثل أزمة كما يدعي البعض خاصة ان مثل هذا الطلب تكرر سابقا مع الايطاليين والألمان حيث إن كل سوق منهما يفضل ان يكون هو الأغلبية في مقصد معين، كما حدث في فترة من الفترات ان كل "الجيست" في شرم الشيخ ايطالي ثم تفوق الألماني في فترة ثم حاليا متفوق السوق الروسي. ويطالب هشام علي الفنادق بالتنوع في أعداد السائحين داخل فنادقهم دون الاستجابة لمنع جنسية علي حساب جنسية أخري لأن هذا غير مقبول تماما محذرا من عمل أي تفرقة بين السائحين الموجودين داخل فندق واحد لأن هذا الأسلوب يعتبر دعاية مضادة لأي مقصد سياحي في الخارج. ويضيف هشام علي أن السوق الروسي من أهم الأسواق السياحية المصدرة للسياحة لمصر بصفة عامة وشرم الشيخ بصفة خاصة كما انه من الأسواق عالية الانفاق، والذي يعكس السوق الألماني الذي يتعامل بالباكدج الكامل.