في عام 2003 خرج علينا الرئيس الأمريكي جورج بوش بتصنيف جديد في السياسة الخارجية لدول العالم.. حيث أطلق تعبير "محور الشر" علي الدول التي اعتبرها معادية للولايات المتحدةالأمريكية!! وضم هذا المحور كلاً من إيران وكوريا الشمالية والعراق وكوبا وفنزويلا..! واستمر بوش في تضيفاته العجيبة إلي أن أعلنها صراحة فيما بعد بأن من ليس معنا فهو ضدنا وكان ذلك الإعلان بمثابة التعبير عن انفراد بوش بزعامة العالم واستهتاره التام بالدول الأخري وبمواقفها، فقد كان يبحث عن التبعية للولايات المتحدة فقط..! لأنها سياسات تتسم بالتعالي والغرور فإن محور الشر المضاد لأمريكا امتد ليشمل دولار أخري عديدة حتي وأن لم تعلن معاداتها صراحة. واضطر قادة العديد من الدول بعد أن شاهدوا ما حدث في أفغانستان والعراق إلي مسايرة الرئيس بوش ومهادنته إلي أن تعبر العاصفة بسلام ويترك البيت الأبيض. وبعد أقل من أسبوعين فإن معظم الزعماء الذين اعتبرهم بوش في جبهة الأعداء سيظلون في مواقعهم بينما سيصبح بوش مجرد رئيس سابق يكتفي بإلقاء المحاضرات إن وجد من يستمع إليه بعد ذلك !. والسؤال المطروح في العالم حالياً يدور حول ما سيحدث بعد بوش.. وهل ستمد الولاياتالمتحدة يدها لأعداء الأمس، وهل ستتخلي عن سياسات التصنيف واستعداء الآخرين، وتتفرغ لمواجهة المشكلة والأزمة الاقتصادية العالمية؟. إن الولاياتالمتحدة التي أنفقت في تكاليف الحرب في العراق وأفغانستان مليارات المليارات عاجزة حالياً عن توفير ميزانية مناسبة للإنقاذ الاقتصادي حيث بلغ ما أنفقته في حرب العراق وحدها حوالي ثلاثة تريليون دولار وما خصصته لخطة الإنقاذ لايزيد علي تريليون دولار فقط وخصصت بريطانيا عشرة مليارات جنيه استرليني..! ولذلك فإن كل التوقعات أن عصرا جديدا من المصالحة الأمريكية مع العالم سوف يبدأ، وأن الحرب الأمريكية المفتعلة علي الإرهاب ستتوقف، فلو جاء باراك أوباما رئيساً فإنه سيتخلي بكل شك عن ثوابت بوش السابقة في سياساته الخارجية وسيجد أن العالم أكثر تجاوبا معه، وحتي لو جاء جون ماكين فإنه لن يظل مقيداً بسياسات المحافظين الجدد الذين كانوا يقودون الفكر الأمريكي وسيفتح الباب لإنهاء عداوات وحروب ما كان لها أن تكون لأنها لم تحقق لأمريكا شيئاً إلا مزيدا من الكراهية..! [email protected]