تباينت آراء الخبراء حول مدي ارتباط البورصة المصرية بنظيرتها الأمريكية فمنهم من يري أن ما حدث في البورصة المصرية من تراجع أمر مبالغ فيه مشددين علي أهمية وجود دراسات علمية وموضوعية تحدد مدي هذا الترابط. أكد الخبراء أن الارتباط بات وثيقاً في ظل العولمة وبسبب المخاوف من حدوث كساد وانكماش اقتصادي وركود وخاصة أن هذا الانكماش أصاب أكبر دولة مدينة في العالم وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية. أشار الخبراء إلي أن تكنولوجيا نقل المعلومات والبيانات أصبح التأثير لحظياً وعاماً وشاملاً علي الجميع ولا مجال بالتفوه أن هناك مجالاً لفك الارتباط لأنه لن يحدث . يري الدكتور محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة سولدير لتداول الأوراق المالية أن ما يحدث في البورصة المصرية حالياً من تراجع حاد يرجع إلي المبالغة في تبرير ارتباط البورصة المصرية بنظيرتها الأمريكية وأن العامل النفسي لدي المتعاملين هو من أسباب هذا التراجع مشيراً إلي ضرورة وجود دراسات علمية وموضوعية تحدد مدي هذا الترابط. ويتساءل الصهرجتي في دهشة لماذا يتم الربط بين ما يحدث في الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد المصري الذي تؤكد البيانات الرسمية تزايد معدلات نموه بخلاف الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من مشاكل في القطاع المصرفي والقطاع العقاري وركود وأعلي معدل بطالة. ويري وحيد جبر -خبير أسواق المال- أن أزمة الاقتصاد الأمريكي سيكون لها تأثير علي الاقتصاد المصري بالسلب إذا دخلت في مرحلة من الركود والانكماش الاقتصادي مشيراً إلي أن السبب الحقيقي وراء تراجع السوق المصري وهو أن من يقود قطار البورصة هو قائد مجنون يتمثل في الأفراد مع غياب الدور المؤسسي وهو الأمر الذي جعل الأفراد يتبعون الأجانب في البيع نتيجة خروج الأخير من السوق. وشدد جبر علي ضرورة وأهمية وجود صناديق تدير الاستثمار في البورصة يتم إنشاؤها من فوائض البنوك والشركات التأمين وصناديق المعاش وهو الأمر الذي سيحد من المضاربات علي الأسهم ويقلل من الارتفاعات غير المبررة والانخفاضات غير المبرمة. ويري أحمد شحاتة مدير التحليل الفني بشركة نوران لتداول الأوراق المالية أنه وبشكل عام فإن الارتباط بين البورصة المصرية والعالمية والعربية هو ارتباط غير مباشر خاصة أن البورصة الأمريكية انخفضت بنسبة 40% خلال عام كامل أما البورصة المصرية فقد انخفضت بنسبة 50% خلال خمسة شهور فقط. ويؤكد شحاتة أن ما يحدث في العالم من تراجع جماعي للبورصات جاء بسب المخاوف من حدوث كساد وانكماش اقتصادي وركود خاصة أن هذا الانكماش أصاب أكبر دولة مدينة في العالم وهي أمريكا. أكد مصطفي الأشقر -محلل مالي- أنه في ظل عولمة الاقتصاد أصبح الارتباط وثيقاً بين البورصة المصرية والبورصات العالمية والعربية سواءاً كان ذلك بالانخفاض أو الارتفاع. أوضح الأشقر أنه في ظل العولمة وفي ظل الارتباط الوثيق بين الدولة نتيجة التقنية وسرعة نقل المعلومات حيث أصبحت هذه التكنولوجيا في أيدي القوي العظمي التي تمتلك شركات كوكبية متعددة الجنسيات وهذه الشركات ذات رؤوس أموال رهيبة لها أذرع استثمارية في جميع الأسواق الناشئة وتعمل هذه الشركات غالباً في بنوك الاستثمار ويكون مقرها في نيويورك أو لندن وهو الأمر الذي جعل هذه الشركات لها السيطرة علي هذه الأسواق الناشئة نتيجة رؤوس الأموال التي تستثمرها في هذه الأسواق وأصبح أي حدوث يحدث في السوق الأمريكي الذي يضم أكبر الشركات الصناعية والتقنية في العالم يؤثر طردياً علي هذه الأسواق. أضاف الأشقر أنه ونتيجة لسرعة نقل المعلومات والبيانات أصبح التأثير لحظياً وعاماً وشاملاً علي الجميع ولا مجالاً بالتفوه أن هناك مجال لفك الارتباط لأنه لن يحدث. ويؤكد مصطفي بدرة -خبير أسواق المال- أن الارتباط بين البورصة المصرية والبورصات العالمية والعربية متفاوت فالارتباط بالأخير ناتج عن حدوث ارتفاع في البورصات العربية يؤدي إلي تحقيق مكاسب ووجود فوائض يتم تحويلها إلي السوق المصري والعكس صحيح إذا ما حدث انخفاض وتراجع وهو الأمر الذي يجعلهم يتحولون إلي البيع في السوق المصرية لتحويل أرصدتهم المالية لبلادهم.