دعا رئيس البنك الدولي روبيرت زوليك إلي إنقاذ الدول النامية من تأثيرات الأزمة المالية العالمية الراهنة، واصفا الأزمة الراهنة بأنها "نقطة تحول" نحو الاسوأ بالنسبة للعديد من الدول النامية. وأوضح زوليك أن ما يحدث في الولاياتالمتحدة التي يشكل اقتصادها ما بين 20 و 30% من إجمالي الناتج العالمي "يؤثر بالتأكيد علي بقية بلدان العالم". وأكد زوليك أنه إذا حدث تباطؤ اقتصادي أكثر خطورة مما يجري حاليا فإنه سيؤثر في صادرات البلدان النامية، لافتا إلي أن "الأزمة المالية العالمية الحالية يمكن أن تؤدي إلي انتكاسة كبيرة لجهود مكافحة الفقر". وكشف عن تقديرات للبنك الدولي تفيد بأن انخفاض معدلات النمو بنقطة مئوية واحدة يمكن أن يؤدي إلي وقوع 20 مليون شخص في براثن الفقر. وحث الدول المتقدمة علي الوفاء بالتزاماتها بزيادة المعونات الموجهة لأكثر الشعوب تعرضا للمعاناة واصفا المستوي الحالي من المساعدات بأنه "ضئيل" مقارنة بالأنفاق الذي تم فعلا أو الذي سيتم لعلاج الأزمة المالية العالمية. واعتبر زوليك أن "وجود اقتصاديات أكثر قوة في البلدان النامية يمكن أن يساعد في الحفاظ علي استقرار الاقتصاد العالمي من خلال فتح الأسواق لصادرات البلدان المتقدمة لاسيما في أوقات التباطؤ الاقتصادي في الدول المتقدمة. وعن المبادرة التي تبناها البنك الدولي حول الشراكة مع العالم العربي قال زوليك إن هذه المبادرة تعتبر اعترافا من البنك الدولي بأنه لم يقم بما يكفي في البلدان العربية لتوسيع الفرص أمام المجتمعات العربية وتعزيز تكاملها مع الاقتصاد العالمي. ولفت إلي أن هناك حوارا قائما الآن مع الصناديق العربية للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة من بينها ندرة المياه وأمن الطاقة والغذاء موضحا أن البنك الدولي سيشارك في القمة الاقتصادية العربية المرتقبة في يناير المقبل بدولة الكويت. وقال رئيس البنك الدولي إن العمل يجري جنبا إلي جنب مع جامعة الدول العربية وصندوق النقد العربي علي برنامج أنشطة يستهدف التغلب علي العقبات التي تعترض سبيل تكامل التجارة في المنطقة العربية، موضحا أن هذه المبادرة تركز علي مساندة ملاءمة التعليم لاحتياجات أسواق العمل وتنمية القطاع الخاص وتطوير الشركات. وحث زوليك الدول العربية علي تقوية الترابط القائم فيما بينها مع زيادة مستوي تفاعلها مع الاقتصاد العالمي الأوسع معربا عن ترحيب البنك الدولي بالمساهمة كمؤسسة فاعلة في مجال التنمية في تحقيق تلك الغاية.