في ظل ما تشهده الأسواق العالمية من تراجعات حادة انعكست بالسلب علي أداء السوق المصري في صورة هبوط وحركة متذبذبة للمؤشر أكد خبراء سوق المال عدم ملاءمة التوقيت الحالي لتخلص المستثمرين من الأسهم التي يمتلكونها أو حتي استبدال اسهم المضاربة بأخري استثمارية. نصحوا المستثمرين الذي تعدوا نقاط الخسارة بعدم إجراء أي عمليات بيع والاحتفاظ بالأسهم والانتظار داخل السوق لحين ارتداد الأسعار مرة أخري مع ضرورة تحولهم لمستثمرين طويلي الأجل. رأي بعضهم جاذبية أسعار الأسهم لدخول مستثمرين جدد اقتناصاً لتدني الأسعار وخاصة بعد وصول مضاعفات الربحية لبعض الأسهم لمستويات غير متوقعة. طالبوا بتدخل الحكومة للحد من نزيف خسائر البورصة المصرية بشكل غير مباشر. في البداية أوضح وائل جودة - عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين - أن ما يحدث حالياً هو أزمة عالمية علي مستوي الأسواق المختلفة مشيراً لما تشهده الأسواق العالمية من هبوط وتذبذبات عالية وفي مقدمتها لندن ونيويورك وهي أسواق متقدمة وناضجة سبقت السوق المصري بسنوات عديدة في مجال سوق المال مما يجعل العذر ملتمسا للمستثمرين المصريين في تحركاتهم حيث مازالت البورصة المصرية في مرحلة التطور. طالب المستثمرين بالهدوء والانتظار حتي تتحسن الأوضاع وتتضح الصورة أكثر مؤكداً أن التوقيت الملائم لعمليات البيع قد انقضي داعياً المستثمرين للانتظار داخل السوق حتي تتحسن الأسعار وترتد مرة أخري خاصة للمستثمرين الذين تعدوا نقاط الخسارة متوقعاً وصول الأسعار لمعدلات جيدة موضحاً أن السوق المصري في الفترة الحالية متأثراً بعمليات البيع التي يقوم بها الأجانب إلا أن الشركات حققت معدلات أرباح جيدة مما يطمئن بارتداد الأسعار لمستويات جيدة مرة أخري. نصح بالابتعاد عن المضاربات في التوقيت الحالي والتخلي عن التعامل بالكريدت إلا بعد أن تهدأ الأوضاع بالأسواق. نصح المستثمرين الموجودين حالياً خارج السوق باقتناص فرص الشراء في حالة توافرها واستغلال جاذبية الأسعار في بعض الأسهم لتحقيق مكاسب. رأي في حالة تدخل الحكومة لانقاذ الوضع فلابد أن يكون التدخل غير مباشر من خلال تقديم حوافز لدعم الاقتصاد والبورصة. أكد تأخر التوقيت للمطالبة بخروج أحد المسئولين لطمأنة المستثمرين مشيراً لفقد المستثمرين للثقة لأنه كان من المنتظر أن تتم تلك التصريحات منذ بداية الأزمة حيث كان من المتوقع خروج أحد المسئولين سواء من هيئة سوق المال أو البورصة أو البنك المركزي لتهدئة المستثمرين وتوضيح الصورة لهم بأن ما يحدث هو أزمة عالمية وليست ناتجة عن أسباب داخلية من الاقتصاد المصري. أضاف: أن رئيس الوزراء كان دائم الإشادة بأداء البورصة في أوقات الصعود وبالتالي كان من المتوقع خروجه لطمئنة المستثمرين في أوقات التراجع. أشار لما يحدث بالأسواق العالمية من اجتماعات مكثفة للقادة لبحث الأزمة وسبل الخروج منها والادلاء بتصريحات بشكل مستمر بالإضافة لتحركات فعلية في مقدمتها ضخ الأموال مؤكداً أن المشكلة بالسوق المصري هي أزمة نقد وليست أزمة سيولة. أشار أحمد شلبي - محلل مالي - لتصريحات بعد القادة في الدول الخارجية وتوقعاتهم بتدهور الأوضاع مشيراً لما ذكره رئيس البنك المركزي الأوروبي بأن الاسوأ لم يأت بعد بالإضافة لتصريحات مماثلة ببان كوك بالإضافة لتقييم مورجان ستانلي للأزمة وتوقعاته بعدم حلها قبل عامين علي الأقل وهي أقل مدة تم التصريح بها. أكد أن السوق المصري لم يكن لديه أسباب الأزمة التي حدثت بالأسواق العالمية من أزمة رهن عقاري وائتمان إلا أنه تأثر بما حدث بتلك الأسواق متوقعاً عدم صعود السوق المصري إلا في حالة سيادة الاستقرار في الأسواق الأوروبية والأمريكية. توقع شلبي مرور السوق المصري بحالة من عدم الاتزان لفترة تتراوح من 6 أشهر إلي سنة نظراً لارتباطه بأداء الأسواق العالمية المتوقع مرورها أيضاً بحالة من عدم الاستقرار.