أكد عدد من المصرفيين والمستثمرين ان التمويل الاسلامي يحد من ظاهرة تعثر العملاء واوضحوا ان التمويل العيني بالبنوك الاسلامية يعتمد علي شراء البنك ما يحتاجه عميله من بضاعة او مادة خام او آلة وغير ذلك دون ان يمنحه اموالا سائلة في يده مما يؤدي الي استخدام التمويل في الغرض الذي خصص له وهنا من شأنه ان يقلل من اسباب تعثر العملاء. واشاروا الي ان منح البنوك التقليدية عملاءها القروض في شكل نقدي وبدون رقابة او متابعة يؤدي في بعض الاحيان الي انحراف القرض عن الغرض الذي انشئ من اجله مما يشكل سببا مهما لتعثر بعض عملاء هذه البنوك وطالبوا بالتوسع في الصيرفة الاسلامية في البنوك الزراعية لانها تحد من ظاهرة تعثر العملاء. في البداية يقول مجدي عبدالفتاح نائب المدير العام بالبنك الوطني المصري، والمدير السابق لفرع المعاملات الاسلامية بالبنك ان طريقة التمويل في البنوك الاسلامية تساعد علي الحد من ظاهرة تعثر العملاء لانها تعتمد علي التمويل العيني، بمعني ان البنك الاسلامي عندما يقدم تمويلا لعميل ما بغض النظر عن صيغة التمويل لا يقوم بمنحه المال في يده بل يقوم البنك بنفسه ونيابة عن عميله بشراء ما يحتاجه من بضاعة او سلعة او مادة خام او معدات وآلات تستخدم في تشغيل خطوط الانتاج في المصانع، وهذا الامر يؤدي الي استخدام التمويل في الغرض الذي منح من اجله مشيرا الي انهذا التمويل عندما يتجه الي استثمار حقيقي تتولد عنه سلع او خدمات او منتجات تمكن العميل في نهاية المطاف من تحقيق تدفقات نقدية لمشروعه. وبالتالي يستطيع تسديد الاقساط المستحقة للبنوك التي اقترض منها. وحول الطريقة التي يتم بها تمويل البنك الاسلامي لعميله يقول مجدي عبدالفتاح ان البنك يتلقي طلبا من العميل يوضح فيه رغبته في شراء سلعة معينة وبمواصفات محددة معروفة علي ان يشتريها البنك الاسلامي بأسلوب المرابحة - علي سبيل المثال وفي حالة موافقة البنك علي تنفيذ العملية بعد قيامه بالدراسة الائتمانية للعميل، يقوم البنك بالاتصال بالمورد والتعاقد معه لشراء السلعة او البضاعة او المادة الخام باسمه وتحت مسئوليته. ومن المعلوم ان البنك الاسلامي يتحمل جميع تبعات مخاطر السلعة خلال هذه الفترة بما فيها الهلاك فهي مازالت في ملكيته حتي يتسلمها العميل طالب الشراء، وعندما تصل السلعة او البضاعة او المادة الخام المتفق عليها الي مخازن المصرف الاسلامي او المكان المتفق عليه يقوم المصرف بالاتصال بالعميل لاتمام عقد البيع، وكذا توقيع سندات المديونية التي تفيد الالتزام بالسداد فور استلام البضاعة وباتمام هذه الخطوة يكون من حق العميل استلام البضاعة من المصرف الاسلامي ثم يقوم بالسداد في المواعيد المقررة. ويشير عبدالفتاح الي ان العميل بعد استلام السلعة او المادة الخام من البنك لا يستطيع القيام بإعادة بيع هذه السلعة او المادة الخام مرة أخري لان من الشروط التي يفرضها البنك علي عميله الا يقوم ببيع هذه المعدات او السلعة الا بعد قيامه بسداد الاقساط المقررة للبنك. وقال ان التمويل بالقروض في البنوك التقليدية يتم في شكل نقدي فبعد استيفاء البنك للضمانات المطلوبة وفق الدراسة الائتمانية يحق للعميل سحب المبالغ المحددة للتسهيل سواء علي الشباك مباشرة او بموجب دفتر شيكات، وحصول المقترض علي التمويل من البنوك التقليدية في شكل نقدي، تعطيه حرية التصرف فيه كما يقول مجدي عبدالفتاح فقد يستخدم العميل هذا التمويل في اغرض غير التي منح من اجلها مثل شراء مستلزمات شخصية كأثاثات منزلية او سيارات خاصة او عقارات، او يستخدم القرض الممنوح له بالشكل الذي لا يتفق مع اجل هذا القرض مثل استخدام قرض قصير الاجل في تمويل اقتناء اصول ثابتة في حين ان الغرض من الائتمان تمويل استخدامات لها صفة قصيرة الاجل.