يشهد ستاد ارنست هابل بالعاصمة النمساوية فيينا نهائي بطولة اقوي بطولة لكأس الامم الاوروبية لكرة القدم علي مدار تاريخها والذي يجمع ما بين المانياواسبانيا. المواجهة بين الالمان الملقبين بالماكينات والاسبان المعروفين بالماتادور او الثور الاسباني نسبة الي اشهر ما يميز اسبانيا رياضة مصارعة الثيران يصعب توقع نتيجتها بالفعل لاسيما ان مشوار الفريقين بالبطولة يؤكد علي ذلك. فالفريق الالماني استطاع ان يشق طريقه بعد ان تعثر في ثاني مبارياته بالدور الاول امام كرواتيا ويتأهل بنجاح الي المباراة النهائية. بينما منتخب اسبانيا متألق منذ انطلاق البطولة حتي انه استطاع اقصاء اقوي المنتخبات المشاركة وهو الفريق الهولندي وكان ذلك بمثابة انذار حقيقي للجميع بأن الماتادور بقيادة العجوز الحكيم اراجونيس حضر من اجل هدف واحد وهو تحقيق اللقب الاوروبي بعد غياب 44 عاما عن منصات التتويج الاوروبية. ويدخل منتخب المانيا المباراة وهو قوة عظمي في البطولات الكبري وتحديدا في نهائيات كأس اوروبا ونهائيات كأس العالم، وخير دليل علي ذلك بلوغ نهائي البطولة القارية 6 مرات في 13 نسخة. والمونديال سبع مرات في 18 نسخة. ونجح المنتخب الالماني في احراز اللقب الاوروبي 3 مرات "رقم قياسي" في خمسا نهائيات ويمكن ان يرفع العدد الي 4 القاب في حال قدر له ان يتوج بطلا في النهائي المقرر اليوم ضد اسبانيا. وتوج المنتخب الالماني باللقب الاوروبي للمرة الاولي عام 1972 عندما تغلب علي الاتحاد السوفيتي 3 صفر في بروكسل، ثم خسر نهائي عام 1976 امام تشيكوسلوفاكيا بركلات الترجيح 4 5 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 2 2 في بلجراد، ثم عوض بإحرازه اللقب بفوزه علي بلجيكا 2 1 في نهائي عام 1980 في روما. وعادت المانيا الي المباراة النهائية عام 1992 لكنها خسرت امام الدانمارك صفر 2 في ستوكهولم، ثم عوضت مرة جديدة باحرازها اللقب بفوزها علي تشيكيا 2 1 بالهدف الذهبي عام 1996 في لندن. اما منتخب اسبانيا فقد اوجد مدربه لويس اراجونيس هوية جديدة للفريق، فلطالما كانت الاخيرة تضم نجوم ناديي ريال مدريد وبرشلونة العملاقين، بدون ان تتمكن من مجاراة قوي القارة العظمي مثل المانيا وايطاليا وفرنسا وانجلترا وغيرهما. فك اراجونيس الكثير من الاحجبة في كأس اوروبا ،2008 في البداية تصدر مجموعته بثلاثة انتصارات سهلة، ثم فك نحسا لازم الاسبان طويلا امام الطليان في دور الثمانية وجعل ضربات الجزاء تبتسم له منذ وقت طويل، ودفع اخيرا بالاسبان الي النهائي الذي يحلمون به منذ عقود طويلة. وعن الناحية الفنية للمباراة فالفريقان يلعبان بنفس الطريقة وهي 4/4/2. ولكن منتخب المانيا ومدربه يواكيم لوف يعتمد ان علي اربعة لاعبين كأعمدة اساسية للفريق وهم شفينشتايجر وبالاك وكلوزه وبودولسكي ويضاف اليهم الحارس العملاق ينزليمان. ويعتبر شفينشتايجر هو مفتاح اللعب الرئيسي للماكينات فهو لا يتوقف عن التحركات طوال المباراة وهو المثال الفعلي علي ان الماكينات اساسها لياقة بدنية قبل المهارة. اما منتخب اسبانيا فيعتمد ايضا علي اربعة لاعبين بعد فقد جهود هدافي البطولة المصاب ديفيد فيا وتوريس وفابريجاس وشافي وانيستا وخلفهم الحارس القوي كاسياس. وتوريس وفابريجاس هما رجلا المنتخب الاسباني فمعهما يتحرك الفريق ويتوقف حيث يمثلا العقل المفكر بالفعل. وتشهد المباراة مواجهة ساخنة ومثيرة بين العجوز اراجونيس الذي تخطي السبعين عاما والملقب بالحكيم ولكن معروف عنه تدليله للنجوم الشباب واقتناعه بهم. وتجاهله للكبار حتي انه استبعد راؤول جوانزليس نجم اسبانيا المدلل بسبب كبر سنه. اما يواكيم لوف فهو ظهر بالساحة من خلال عمله كمساعد مع كلينسمان وكان ذلك نقطة فاصلة في مشواره التدريبي ويسعي لتحقيق اللقب الاوروبي واعادته الي المانيا بعد 12 عاما من اخر مرة حصلت المانيا علي الكأس في عام 1996.