كلما ازدادت درجات الحرارة لاقتراب الصيف، فالخوف يملأ قلبي خوفا من هذا الانخفاض الملحوظ بعد الارتفاع الملحوظ خصوصا في الساعات الاولي من الفجر حيث تهبط درجة الحرارة بصورة لم تنبئ عنها حرارة الظهر في اليوم السابق. وحين قرأت عن افتتاح مؤتمر المناخ والتنمية الذي يضم صفوة الشخصيات العامة والعلماء المصريين والعالميين المهتمين بهذا الأمر، تساءلت: حسنا يجتمع العلماء والمفكرون خصوصا من هم في قامة مصطفي كمال طلبة، ولكن كيف يمكن ان نقنع الدول التي تحول تلويث الجو الي ثروات هائلة كالولاياتالمتحدة والصين علي الرغم من ان نائب رئيس الولاياتالمتحدة السابق هو من أقام الدنيا وأقعدها حين قام بانتاج فيلم عن تلوث البيئة ولكن الكلام خارج السلطة شيء والقرارات داخل السلطة شيء آخر. وحسنا ما جاء من قلب الرائدة الاجتماعية الكبيرة سوزان مبارك حين جاء في كلمتها التي القاها نيابة عنها د. اسماعيل سراج الدين: إننا نحتاج الي كل الخبرة والمعرفة كي نجابه التحديات البيئية التي تواجهنا ويجب علينا العمل معا محليا واقليميا ودوليا لمواجهة مشكلات البيئة العالمية. وأعلنت السيدة الفاضلة في كلمتها ان قرابة ال 40 ألف شخص يموتون يوميا بسبب الجوع وسوء التغذية في الوقت الذي ترتفع فيه اسعار الغذاء عالميا ويحرق الاغنياء طعام الفقراء لانتاج الوقود الحيوي، وأعادت تذكير المجتمعين بأن المرأة هي أكبر المتضررين في عالمنا من حكاية البيئة وتلوثها. ومن تجربة كاتب السطور الشخصية أقول اني عملت تحت قيادة العديد من الرجال والنساء وعدد المديرات اللاتي حكمن حياتي بداية من السيدة فاطمة اليوسف في اول ايام العمر ونهاية الي زوجتي التي تدير كل ايامي لاحظت تلك القدرة الخلابة علي زرع حقيقة واضحة وهي ان العناية بالبيئة تكاد تكون سلوكا طبيعيا كالتنفس عند المرأة لانها في الاصل تصون الحياة وتتولد من جسدها رحلة الجنين من بدايته كنطفة الي ان يصبح كيانا بشريا. ولعل واحدا من اخطر التحذيرات هو ما قاله د. مصطفي كمال طلبة الخبير العالمي النادر في مجال الحفاظ علي هذا الكوكب حين اشار الي ان مصر من اكثر دول العالم احساسا بمضار عدم العناية بالبيئة وصيانتها خصوصا ان الدلتا قد تتعرض للخطر الجسيم إن ارتفع منسوب البحر. كلي أمل ان يعمل اسماعيل سراج الدين بطاقاته العالمية علي حشد قوي البحر المتوسط لبناء حواجز تمنع المياه من التدفق بالشكل المتوقع والخطر من المحيط الاطلنطي لتأتي الي البحر المتوسط هذا البحر الشاهد علي كثير من مآسي الامبراطوريات التي صعدت وغربت ولم تهتم بأهم قيمة في الحياة وهي الانسان. أعتقد ان طاقة الحشد التي يوفرها اسماعيل سراج الدين عبر ادارته مكتبة الاسكندرية قادرة علي ان تضع دول العالم خصوصا الدول المطلة علي المتوسط لمشروعين مهمين أولهما تحلية مياه البحر وثانيهما انقاذ شواطئ البحر المتوسط من التدمير القادم نتيجة التغيرات المناخية.