يشهد السوق خلال الفترة الحالية ثلاثة طروحات جديدة هي "بايونيرز لتداول الاوراق المالية" و"بالم هيلز للتعمير" وشركة "ماريدايف" للخدمات الملاحية والبترولية.. ولعل وجود ثلاثة طروحات جديدة في وقت واحد يعتبر امر لم تشهده البورصة من قبل الامر الذي اوجد تخوفا لتأثير تلك الطروحات واكتتاباتها علي حجم السيولة بالسوق خاصة ان تلك الطروحات تحتاج الي تسييل محافظ المستثمرين للدخول فيها.. غير ان الخبراء استبعدوا التأثير السلبي علي سيولة السوق من هذه الطروحات خاصة انها ذات حجم ضئيل جدا مقارنة باكتتاب "طلعت مصطفي" والمصرية للاتصالات. واوضح الخبراء ان المستثمر اصبح يملك الخبرة الكافية التي تؤهله لان يستثمر محفظته داخل السوق بعيدا عن ضخ كل محفظته بالاكتتابات. واشاروا الي ان السوق به حجم سيولة كبيرة جدا مدللين علي ذلك بحجم التداول الذي يزيد يوميا عن ملياري جنيه وهو مايؤكد علي ان الاكتتابات اصبح تأثيرها محدود علي سيولة السوق وادائه. يري ناجي هندي مدير ادارة سوق المال ببنك مصر ايران للتنمية ان وجود ثلاثة اكتتابات وهي بالم هيلز للتعمير وبايونيرز لتداول الاوراق المالية وشركة الخدمات الملاحية والبترولية "ماريدايف" لا يؤثر علي حجم السيولة المتاحة في السوق مؤكدا ان السوق يوجد به حجم سيولة ضخمة الي جانب الودائع في البنوك والتي تبلغ حوالي 720 مليار جنيه الامر الذي ادي الي اصدار العديد من الادوات المالية لامتصاص حجم السيولة الي جانب ارتفاع حجم التداول اليومي بما يزيد علي ملياري جنيه مما يؤكد علي وجود حجم سيولة ضخمة في السوق مشيرا الي الاكتتابات الثلاثة اقل بكثير مقارنة باكتتاب المصرية للاتصالات وطلعت مصطفي مما لايدعو للقلق. ويري هندي ان المتعاملين في سوق الاوراق المالية الان اصبحوا علي قدر كبير من النضج والمعرفة والوعي يستطيعون معها التفرقة بين الدخول في الاكتتابات او الاسهم او الخروج من السوق. اشار الي ان اغلب المستثمرين يقومون بعمل توازن بين الاكتتابات والاسهم. ويري ان وجود الاكتتابات الثلاثة في وقت واحد يؤدي الي وجود منافسة قوية بينهما مما يساعد المستثمر في البحث عن الشركة الافضل ليقوم بالاكتتاب فيها، موضحا ان شركة الخدمات الملاحية والبترولية "ماريدايف" جديدة علي السوق خاصة ان سوق الاوراق المالية لا توجد به شركات تقدم خدمات بترولية وبالتالي فهي جاذبة لشرائح كبيرة للمستثمرين. ويؤكد هندي ان الاكتتابات عادة ما تؤدي الي تحقيق ارباح كثيرة ولكن في البورصة من الممكن ان يحقق المستثمر ارباحا اعلي بكثير معتبرا الفشل الذي حدث في بعض الاكتتابات الماضية لا يؤثر علي المستثمرين في الدخول في الاكتتابات الحالية نظرا لان هناك العديد من تلك الاكتتابات حققت ارباحا للمستثمرين. ومن جانبه اوضح سامح ابوالعرايس مدير ادارة التحليل الفني بشركة بايونيرز القابضة ان الاكتتابات بشكل عام لها تأثير علي السوق في المدي القصير خاصة انها تؤدي الي سحب السيولة من السوق بحيث يقوم المستثمرين بتسييل محافظهم او جزء منها للدخول في الاكتتاب والسيولة التي خرجت ستعود مرة اخري للسوق. ويري ان الاكتتابات لها تأثير ايجابي علي السوق فتساعد علي دخول مستثمرين جدد سواء مصريين او عرب او اجانب وشركات جديدة وكذلك تضيف سيولة واستثمارات جديدة للسوق موضحا ان لها اثر ايجابي علي المدي الطويل وتعمل علي تعميق السوق وزيادة حجم التداول خاصة انه علي الرغم من زيادة حجم التداول اليومي الذي يصل في بعض الايام الي ملياري جنيه فإنه مازال اصغر من حجم الاقتصاد الكلي مشيرا الي ان الشركات المقيدة بالبورصة مازالت تحت سيطرة العائلات. ويقترح ابوالعرايس لنجاح الاكتتابات ان يتم الترويج لها بشكل جيد موضحا ان اغلب المستثمرين الذين دخلوا في الاكتتابات السابقة حققوا ارباحا مرتفعة كما حدث في اكتتاب السويدي للكابلات فسعر السهم وقتها كان 42 جنيها، والان وصل سعر السهم الي ،140 150 جنيها. ويري ان المستثمر الذي يقوم بالاكتتاب لابد وان يكون بهدف الاستثمار طويل الاجل وليس بهدف المضاربة السريعة. واوضح انه علي المدي القصير تؤدي الاكتتابات الي سحب جزء من السيولة مما يؤدي الي تذبذب السوق بينما يعد انتهاء الاكتتاب ترجع السيولة مرة اخري للسوق مشيرا الي ان وقت تذبذب السوق يقوم المستثمرين باستغلال الفرصة للشراء. ويري محمد صديق محلل مالي بشركة برايم لتداول الاوراق المالية ان المستثمرين في الماضي كانوا يفضلون الاكتتابات لكن ليس كل اكتتاب ناجحا. واوضح ان المستثمر الان يمتلك الخبرة في اختبار الاكتتاب ويقوم بالاكتتاب في الشركات القوية التي تحقق ارباحا موضحا ان شركة "ماريدايف" شركة تعد غريبة علي سوق الاوراق المالية ولم تدخل الي البورصة وهو ما سيدفع شريحة كبيرة من المستثمرين لدخول اكتتابها.