اشتعلت الأسعار العالمية للبترول لليوم الثاني علي التوالي بسبب الإضرابات في مصافي البترول البريطانية في انجلترا واسكتلندا حيث بلغ سعر برميل البترول 120 دولارا بدلا من 116.57 دولار في بداية الأسبوع. ومن جانبها أعلنت شركة "بريتش بتروليوم" التي تتولي تشغيل خط أنابيب ينقل حوالي نصف البترول البريطاني أن الخط أغلق مع إضراب في مصفاة جرانموث المجاورة في اسكتلندا. ويعد الإضراب هو الأول الذي يغلق مصفاة بريطانية منذ 70 عاما. وتنتج المصفاة المملوكة لشركة "اينوس" الكيماوية الدولية 10% من احتياجات بريطانيا من البنزين ووقود الديزل لكنها توفر أيضا إمدادا مهما من البخار لمحطة كينيل التابعة لشركة "بي بي" التي تبدأ معالجة البترول الخام الذي يصل إلي 70 حقلا في بحر الشمال. ورفضت النقابات مناشدات لتشغيل مصنع البخار عند المستوي اللازم لإبقاء كينيل تعمل أثناء الإضراب. وينقل خط أنابيب "فوريتز" في البحر المتوسط نحو 700 ألف برميل يوميا وهو ما يقارب نصف الكمية التي تنتجها بريطانيا يوميا البالغة 1.5 مليون برميل.. ويعتمد 20% أيضا من إمدادات الغاز في بريطانيا علي نظام "فوريتز". ويعادل بترول "فوريتز" وحده 50 مليون جنيه استرليني "100 مليون دولار" يوميا وسيحدث إغلاق خط الأنابيب أثرا ملموسا علي الخزينة الحكومية المثقلة بالفعل التي تحصل علي نصف الإيرادات كضرائب. والتقت الإدارة في مصفاة جرانموث البالغة طاقتها 200 ألف برميل يوميا مسئولين من اتحاد النقابات لكنها فشلت في التوصل لاتفاق يسمح باستمرار تشغيل خط الأنابيب. وتسبب الإضراب في نقص الوقود في اسكتلندا وشمال انجلترا قبيل الانتخابات المحلية في انجلترا وويلز وهي الانتخابات التي تعد أول اختبار انتخابي لرئيس الوزراء جوردون براون. ومع ارتفاع أسعار البترول زادت أسعار الغاز البريطانية وعدة دول في أوروبا. وتوقع محللون في مؤسسة الطاقة الأمريكية وخبراء شركتي "بريتش بتروليوم" و"شيفرون تكساس" في نيجيريا ارتفاع أسعار البترول قريبا إلي 200 دولار للبريمل بسبب تكرار الحرائق في نيجيريا وأعمال التخريب في العراق علاوة علي تزايد الطلب الصيني وزيادة المخزون الأمريكي وعدم استخدامه.