الاجتماع الاخير لغرفة المنشآت السياحية كشف عن ثبات اسعار الوجبات التي تقدمها المطاعم السياحية للمجموعات التابعة للشركات السياحية منذ 15 عاما دون تغيير رغم ارتفاع الاسعار لجميع المدخلات والمنتجات الغذائية وذلك بسبب المنافسة غير الشريفة التي تحدث بين بعض المطاعم والتي تأتي علي حساب الجودة وتسيء في النهاية الي سمعة مصر السياحية. وتم الاتفاق علي ضرورة وضع ميثاق شرف بين تلك المطاعم يضمن حدودا دنيا للوجبات التي تتعاقد عليها المطاعم مع الشركات السياحية. كما تم الاتفاق ايضا علي ان يكون الحد الادني لوجبة الغذاء هو 20 جنيها بينما تم تحديد 25 جنيها لوجبة العشاء التي تضمن تحقيق الجودة في الخدمات السياحية التي تشهد حملة قومية تقودها وزارة السياحة، حيث تم تخصيص 66 مليون جنيه لتحقيقها وتدريب جميع العاملين في المجالات السياحية المختلفة. "الاسبوعي" ناقشت هذه القضية التي لو لم يتم القضاء عليها فبالتأكيد ستؤثر سلبا علي صناعة السياحة المصرية. ويؤكد وجدي الكرداني نائب رئيس غرفة المنشآت السياحية ورئيس لجنة الجودة باتحاد الغرف السياحية انه علي الرغم من ارتفاع الاسعار بشكل جنوني في جميع مكونات الوجبة الغذائية وملحقاتها فإنه منذ 15 عاما واسعار الوجبات التي تقدم للسائحين عن طريق تعاقدات مع الشركات السياحية كما هي دون زيادة بل علي العكس فإن هناك انخفاضا في الاسعار يصاحبه انخفاض في الجودة، الامر الذي اصاب كثيرا من اصحاب المحال السياحية بالاحباط. ويشير الي انه لا يعقل ان ترتفع جميع مكونات الوجبة الغذائية بنسبة اكثر من 165% وتظل الاسعار دون ارتفاع منذ 15 عاما.. موضحا انه لابد ان يكون استمرار انخفاض الاسعار علي حساب الجودة. ويوضح الكرداني ان شركات السياحة هي السبب الرئيسي في مضاربة الاسعار والتدني في الخدمة في المطاعم السياحية حيث انها تحصل من السائح عشرة دولارات في الوجبة وتعطي المطعم عشرة او خمسة عشر جنيها علي الاكثر مما يجعل المطاعم تقدم غذاء رديئا في المستوي وكميات قليلة من الاطعمة وهو ما يتسبب في استياء السائحين. ويؤكد الكرداني ان مواصفات الوجبة الغذائية موجودة في وزارة السياحة وموزعة علي هذه المطاعم الا انهم لا يلتزمون بها موضحا انهم يقومون بتعويض انخفاض اسعار الوجبات بأساليب خداع ليس لها مصداقية من خلال البازارات الخاصة بهم وكذلك برفع اسعار المشروبات الي اقصي سعر ممكن وهو ما يتسبب في الاساءة لسمعة السياحة المصرية. تسويق المطاعم بالبورصات الدولية ويضيف الكرداني ان الغرفة بدأت المشاركة في المعارض السياحية بجناح كبير للاعلان وتسويق المطاعم والمحال السياحية حتي يقوم منظمو الرحلات الاجانب "التور أوبريتور". SGS السويسرية لمراقبة سلامة وصحة الغذاء في المطاعم السياحية وكذا تدريب العاملين وقد بدأت هاتان الشركتان في اخذ عينات من الحوائط والثلاجات وادوات تقطيع اللحوم واسطح تقطيع الطعام وجميع انواع الاطعمة المقدمة في هذه المطاعم السياحية.. والكشف علي النظافة الشخصية للعاملين "الاظافر.. والملابس وغيرهما". مشيرا الي ان هاتين الشركتين تقومان بتحليل هذه العينات في معامل خاصة وتقدم النتائج لغرفة المنشآت السياحية وتعطي نسب تتراوح من 20 الي 90% ثم تقوم بجولة تفتيشية جديدة بعد 6 أشهر وتشاهد هل حدث تغير في الملاحظات التي دونتها في الجولة الاولي. واذا كانت النتيجة لم تتغير اوانخفضت تعطينا النتيجة ثم تقوم الغرفة بمخاطبة الوزارة لاتخاذ العقاب الرادع والمناسب لهذا المطعم السياحي سواء بتخفيض درجته او لفت نظره او اي عقاب مناسب له. شركات السياحة السبب ويؤكد حسين ابوشقرة عضو مجلس ادارة غرفة المنشآت السياحية ان جشع بعض شركات السياحة هو السبب الرئيسي في هذه الظاهرة حيث تقوم تلك الشركات بتحصيل مبالغ كبيرة من السائحين لحساب تلك الوجبات تصل الي 40 دولارا للوجبة بينما لا يدفع للمطعم سوي ما يعادل 3 دولارات الامر الذي يحمل اصحاب المطاعم الي التهاون في الجودة ونوعية الطعام. ويطالب ابوشقرة جميع اصحاب المطاعم بعدم الخضوع لضغوط الشركات السياحية والوقوف صفا واحدا لتحقيق المصلحة المشتركة التي تشمل جميع اصحاب المصالح، مشيرا الي ان الغرفة بدأت مجموعة من الاجراءات التي تهدف الي تسويق المطاعم في المحافل الدولية والهروب من قبضة الشركات السياحية التي تمارس نوعا من الاحتكار والسيطرة علي تحديد الاسعار التي تريدها.