ذكرت وكالة رويتر ان بعض اسعار السوق والتحليلات المالية تشكل صورة انهيار مماثل لانهيار اسواق الاسهم عام 1929 والكساد العظيم الذي اعقبه. ويذكر المؤرخون الامريكيون انه في اول عشرة اشهر من العام 1930 انهار 744 بنكا امريكيا، وارتفع العدد الي 9000 بنك نهاية ثلاثينيات القرن الماضي. وفقد المدخرون حينها ما يوازي بأموال اليوم 140 مليار دولار من الودائع بحلول عام 1933 وارتفع معدل البطالة من 4% في 1929 الي 25%، وتراجعت الاسعار والدخول بنسب تتراوح بين 20 و50% في المدة نفسها. وليس من قبيل المصادفة انخفاض العائد علي اذون الخزانة الامريكية لاجل ثلاثة شهور الي اقل من 1% وهو اقل مستوي منذ خمسينيات القرن الماضي. اما الذهب الذي يمثل ملاذا آمنا للمستثمرين فتجاوز مستوي 1000 دولار للاوقية قبل تراجعه بشدة اواخر الاسابيع الماضية وجاء التراجع في اسعار المعادن الثمينة في ظل احتمال قيام صندوق النقد الدولي ببيع كمية من الذهب في مؤسسة تعتبر من اكبر مالكي الذهب في العالم فهو يملك 103.4 مليون "اوقية" من الذهب وفقا لمجلس الذهب العالمي وفي مصر اتجه العديد من صغار وكبار المستثمرين الي شراء الذهب بغرض الاستثمار ولكن فوجيء الجميع بانهيار الاسعار بشكل سريع جدا بعكس توقعات الخبراء فماذا يحدث لمستقبل تلك الاستثمارات؟ انخفاض أسعار يحذر رفيق عباس رئيس شعبة صناعة المجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية المستثمر الصغير الذي يريد البيع والشراء خلال فترة قصيرة من المضاربة في سوق الذهب، وقامت الحكومات ببيع كميات كبيرة من الذهب للحفاظ علي مدخرات الافراد وجني ارباح فالسوق غير مستقرة فلم يحدث ان انخفض سعر الاوقية 100 دولار دفعة واحدة خلال 24 ساعة. ويضيف رفيق بالرغم من تذبذب وانخفاض اسعار الذهب فهناك اقبال كبير علي الشراء من كبار رجال الاعمال من لبنان وسويسرا ودبي وقد وصلت في احدي الطلبيات الي 100 كيلو والبعض كلف وكيل اعماله في مصر بشراء ذهب بما يعادل 5 ملايين جنيه ويقبل المستثمرون علي شراء جنيهات الذهبية والسبائك التي تصل مصنعيتها الي جنيه ونصف الجنيه او جنيهين فقط ولكن لابد من التأكد من وجود ختم الشيشينجي قبل الشراء وايضا ما يعرف باسم الذهب الكسر بغرض الاستثمار وينصح رفيق بالشراء من التاجر الثقة لوجود مشغولات ذهبية مغشوشة من السعودية ومن دبي، فارتفاع اسعار الذهب يغري ذوي النفوس الضغيفة علي استغلال المستهلكين. اما عن توقعات رفيق لاسعار الذهب في الفترة القادمة فيعتقد ان الاسعار سوف ترتفع بمعدل من 10% 20% اما عن تكهنات البعض بوصول سعر الجرام الي 300 جنيه فيعتقد رفيق انه مبالغ فيه جدا فمن الصعب ان يرتفع سعر الاوقية الي 2000 دولار دفعة واحدة الا في حالة حدوث اضطرابات سياسية. وعن توقعات رأفت توفيق عضو الغرفة التجارية لصناعة المجوهرات لاسعار الذهب في الايام القادمة فلا يعتقد ان يعود سعر الذهب لتخطي سعر 1000 دولار للاوقية مرة اخري في وقت قريب نتيجة لعمليات البيع الكبيرة بالبورصات العالمية فارتفاع سعر الاوقية الي 1027 دولاا كان مبالغا فيه جدا ولذا لم يستمر كثيرا وانخفض بشكل سريع والسوق المصرية ليس لها ادني تأثير علي السوق العالمية التي تتأثر بارتفاع سعر البترول والتوتر الكائن بمنطقة الشرق الاوسط. الأسعار والصيف المهندس محمد حنفي مدير غرفة صناعة المعادن باتحاد الصناعات يتوقع الا يستمر الانخفاض في سعر الذهب لفترة طويلة فتخطي سعر الاوقية 1000 دولار ارتبط بخفض سعر الفوائد علي الدولار في البنك المركزي لذا تحولت الاستثمارات الي مضاربات الذهب في البورصة فالمستثمرون اقبلوا علي بيع الذهب بكميات كبيرة واستثمار العائد في سوق الاسهم والسندات فحسب راي خبراء الاقتصاد ما يحدث في الاسواق العالمية مجرد مسكنات وقتية وليست حلولا جذرية ثم لا يلبث ان تعود الاسعار للارتفاع مرة اخري وغالبا ما يكون ذلك في بداية الصيف في نهاية شهر مايو.