مضي عامان علي غرق العبارة السلام 98 ولم تستطع قوة في الارض ان تصل الي حقيقة ما حدث.. غرق أكثر من 1400 مواطن مصري ابتلعتهم الامواج ومعهم اسرار هذه المأساة الدامية.. هرب صاحب العبارة واختفي عدد كبير من الناجين منها ولم يعرف احد مكانا لهم حتي الآن.. وما بين الدوائر القضائية تدور اوراق القضية علي امتداد عامين كاملين وبقي السر لغزا داميا أمام الجميع.. والغريب ان القضية كما يقولون دخلت الثلاجة. فلم يعد أحد يتحدث عنها ولم تعد وسائل الاعلام تأتي بجديد حولها.. كل ما في الامر ان صاحب العبارة يعيش في مدينة الضباب وان المسئولين عن الحادث دخلوا سراديب النسيان وان بعض المسئولين الذين تورطوا فيها تمت ترقيتهم في مواقع عمل اخري في دمياط وبورسعيد.. ولا شك ان ما وصلت اليه هذه القضية يحمل للانسان مشاعر كثيرة من الاحباط والالم.. لا احد عرف اسباب الكارثة ولا القضاء ادان المسئولين عنها ولا الاهالي عرفوا الاحياء من الغرقي وكأن البحر لم يبتلع فقط ضحايا السفينة، بل ابتلع معهم كل معالم الجريمة والمسئولين عنها.. ان بقاء كارثة العبارة لغزا طوال عامين يضع أمامنا أسئلة كثيرة عن جدوي التحقيقات والاجراءات والمسئولية الجنائية لاننا لسنا أمام حادث سيارة أو موتوسيكل ولكننا امام جريمة انسانية بشعة دخلت تاريخ الاحداث الكبري في الملاحة الدولية ومن الخطأ ان تتسرب اوراقها بهذه الصورة المريبة دون حساب أو عقاب أو مساءلة.. ان اسر الضحايا الذين يتساءلون كل يوم عن مصير ابنائهم وآبائهم لم يجدوا اجابة حتي الآن فلا القضاء انصفهم ولا القصاص عوضهم وبقيت الجريمة في اعماق البحر مع ما بقي من العبارة الغارقة.. كيف يمكن تحريك مثل هذه القضية وقد اختفي قائد السفينة وهرب صاحبها ولم يظهر الشهود الاحياء الذين ابتلعتهم المدن والقري ولم يظهر احد منهم.. ان هذا الواقع لا يمكن ان يحدث في ظل امكانيات رهيبة وصل اليها العالم تستطيع ان تحدد المسئولية لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة ولكننا في مصر ننسي كل شيء بعد حين.. وقد نسينا العبارة كما نسينا عشرات المصائب قبلها.