اعادت عملية الاحتيال الضخمة التي تعرض لها بنك سوسيتيه جنرال الي الاذهان فضائح مماثلة محلية و عالمية ، وفي المستوي المحلي اعادت العملية التي هزت اسواق العالم الخميس الماضي الي الاذهان تجارب مريرة حدثت داخل عدة بنوك من ابرزها التجارة و التنمية " التجاريون " و المهندس والمصرف الاسلامي الدولي للأستثمار و التنمية ، بنك الاعتماد و التجارة " مصر" . وكان موظفون داخل هذه البنوك المحلية قد ضاربوا في عملات عالمية وهو ما الحق اضرارا فادحة بالمراكزالمالية لهذه البنوك وتعرضها لخسائر فادحة أدت في النهاية لاختفائها من الساحة المصرية ودمجها في بنوك أخري علي رأسها الاهلي المصري والمصرف المتحد. وعلي المستوي العالمي فإن تجربة بنك الاعتماد والتجارة لاتزال حاضرة في الأذهان رغم وقوعها في بداية التسعينات من العام الماضي، وأدي الامر إلي اختفاء البنك من الساحتين الدولية والمحلية حيث قام بنك مصر بالتدخل لانقاذه بالاستحواذ عليه مقابل حصوله علي قرض مساند ضخم من البنك المركزي. وأعادت ازمة سوسيتيه جنرال ايضا إلي الاذهان التعليمات الصادرة عن البنك المركزي المصري وتحظر علي البنوك المضاربة في العملات وأسواق المال الخطرة كالمشتقات والتعاملات الاجلة وغيرها. وعلي الرغم من محاولات حثيثة من قبل بنوك مصرية وعالمية لاثناء السلطات النقدية المصرية عن قرارها الصادر عام 1987 عقب أزمة بنك التجارة والتنمية "التجاريون" إلا أن هذه السلطات لاتزال تصر علي موقفها حماية لأموال البنوك ومودعيها، كما أن البنوك لا تتوافر لديها الامكانيات والضوابط الكفيلة بحمايتها من مخاطر التعامل في الأسواق المالية. وكان البنك المركزي قد وجه خلال السنوات الماضية تحذيرات شديدة اللهجة لبنوك حاولت اختراق الحظر المضروب علي المضاربة في العملات الاجنبية وتقديم هذه الخدمة سواء لعملائها أو لنفسها وتحقيق أرباح ضخمة. ولكن ماذا حدث داخل بنك سوسيتيه جنرال الخميس الماضي والتي تدعونا لفتح هذا المف؟ لنتعرف علي التفاصيل في هذه التقارير كما نتعرف علي ما حدث داخل بنك "التجاريون".