تراجعت أسعار الأسهم خلال الأسبوع الماضي حوالي 2%، وشمل الهبوط معظم الأسهم النشطة سواء القائدة أو المتوسطة أو صغيرة الحجم وتحول لون الشاشات من اللون الأخضر إلي اللون الأحمر وهو ما أدي لحدوث بعض المخاوف من جانب المستثمرين في البورصة الذين اعتادوا موجات الصعود الطويلة في السوق بدون أن يحدث تصحيح قوي، فهل ما حدث بالسوق فعلا يدعو للقلق أم أنه طبيعي؟ إن تفسير ما حدث في البورصة خلال الأسبوع الماضي من انخفاض الأسعار يشير إلي أن ما حدث منطقي لعدة أسباب أولها أن البورصة صعدت حوالي 53% خلال عام 2007 وأعقب كل صعود خلال نفس العام موجة جني أرباح وما حدث خلال عام 2008 أن السوق واصل طفراته السعرية السريعة التي تركزت بشكل خاص علي الأسهم المتوسطة والصغيرة.. وبالتالي كان المنطقي أن تحدث عمليات جني أرباح قصيرة الأجل خصوصا علي الشركات التي حققت ارتفاعات سعرية كبيرة، أما ما زاد من تأثير عمليات جني الأرباح هو الانخفاضات الحادة بالأسواق العالمية مما أثر علي تعاملات المستثمرين الأجانب ودفعهم لتقليل مراكزهم الشرائية في الأسواق الناشئة ومن بينها مصر. أثر ذلك أيضا علي شهادات الإيداع الدولية للشركات المصرية ببورصة لندن مما أدي لهبوط بعض الشركات الكبري والقائدة في السوق وميل البعض الاَخر منها للاستقرار النسبي، وكانت النتيجة أن الشركات المتوسطة أصبحت الأكثر تأثيرا في المؤشر خلال الفترة القصيرة الماضية نظرا لحركتها السريعة مقابل تباطؤ في أداء الأسهم الكبيرة. أما إمكانية أن تتحول موجة جني الأرباح إلي موجة تصحيح في الأسعار فهو أمر وارد بالنسبة لبعض الشركات التي ارتفعت أسعارها بشكل مغالي فيه وعددها محدود للغاية وفي مقدمتها أسهم قطاع النقل البحري والتوكيلات الملاحية، وبالتالي لا خوف في البورصة من أن تتحول موجة جني الأرباح لحركة تصحيح واسعة لأن الشركات الكبري مازال أمامها مدي كبير للصعود خلال الفترة القادمة ونتوقع أن تكون هذه الشركات هي المحرك لمؤشرات البورصة للصعود. ومن الضروري علي المستثمرين خلال الفترة الحالية أن يركزوا أكثر علي الشراء الانتقائي لأسهم الشركات القوية محدودة المخاطر وأن يتم الاختيار علي أسس واضحة مثل معدلات النمو وأرباح الشركة ومضاعف الربحية وهي أمور تدلل علي عدالة التسعير للورقة في السوق ولذلك ستقوم "العالم اليوم" بنشر جداول البورصة خلال الفترة القادمة وفيها بعض مؤشرات التحليل المالي البسيط لخدمة المستثمرين وفي مقدمة هذا التحليل البسيط مضاعف الربحية والعائد علي الكوبون. ونكرر نصيحتنا لصغار المستثمرين بأن الوقت الحالي يحتاج للبحث عن أوراق مالية قليلة المخاطر وأن يستخدموا المؤشرات التي ستنشرها الجريدة بالتعاون مع بورصتي القاهرة والاسكندرية لاختيار أفضل الأسهم التي يتم شراؤها حتي لا يتعرضوا لخسائر في ايقاع جني الأرباح. EL [email protected]