محمود مقلد - هبة درويش - شيماء عثمان - محمود يونس "ظاهرة الغش" موجودة منذ القدم.. حتي أن الكتب السماوية حذرت منها ولعنتها قبل عشرات القرون من الزمان.. لكن السنوات القليلة الماضية شهدت تطورات غير مسبوقة لهذه الظاهرة حتي تحولت إلي "لعنة" تصيب صحة الإنسان باضرار فادحة وتضرب اقتصاديات الدول في مقتل. منظمة التجارة العالمية اعتبرت هذه القضية من أهم محاور مفاوضاتها نظرا لخطورتها ومن أجل حث الدول علي بذل المزيد من الجهود للقضاء عليها أو علي الأقل الحد منها. وإذا كانت الظاهرة عالمية فإن مصر تعاني بشكل أكبر من استفحال الظاهرة وذلك نظرا لغياب آليات مواجهة صارمة وعدم منح منظمات المجتمع المدني صلاحيات تمكنها من الرقابة وقصور نصوص القانون.. الأهم من ذلك هو الحالة الاقتصادية السيئة التي تجعل المواطن المصري يقبل رغما عنه علي شراء السلع المقلدة نظرا لرخص أسعارها رغم علمه بأنها قد تصيبه باضرار صحية فادحة. وقد أعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أن عدد قضايا الغش التي تم ضبطها خلال عام 2007 وصل إلي نحو 252 ألف قضية.. وهو ما يعني ان الغش إذا كان يمثل ظاهرة عالمية فهو بالتأكيد يمثل كارثة مصرية تهدد صحة المواطن المصري وتخرب أية خطوة تتخذها الحكومة نحو الإصلاح الاقتصادي. "العالم اليوم" تفتح هذا الملف وتناقش جميع محاوره.