[email protected] من منا لا يحلم أن تكون مصر أحد اللاعبين الكبار في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو صناعة عقول المستقبل كما يحب أن يسميها أصحابها والعاملون فيها ولم لا؟ فهل كان أحد يتخيل أن تصل الهند إلي ما وصلت إليه الآن في مجال تكنولوجيا المعلومات وباتت رغم أنف الجميع أحد أبرز المؤثرين والمستفيدين عالميا في هذه الصناعة؟ ونعتقد أنه رغم دخول مصر حديثا الي السوق العالمي للتكنولوجيا بعد تأسيس وزارة خاصة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلا أننا نجحنا بصورة واضحة في جعل بلادنا قبلة للمستثمرين والشركات العالمية للمعلومات والاتصالات وهذا ما تؤكده أرقام تدفق الاستثمارات الأجنبية المتزايدة في هذا القطاع علاوة علي الاستثمارات المحلية. وبات السؤال الذي يطرح نفسه علي الجميع ماذا نريد من صناعة تكنولوجيا المعلومات؟ أو بمعني أحري: أي مجال من هذه الصناعة سوف نتخصص فيه ونركز عليه ونعطيه الأولية علي غيره من مجالات هذه الصناعة بهدف بناء براند نيم عالمي لصناعة المعلومات المحلية خاصة بعد أن أصبح لدينا بنية تكنولوجية علي مستوي عالمي نحتاج إلي تعظيم الاستفادة منها وإلا تحولت الي استثمارات مهدرة وغير مستغلة. ونجح الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ 3 سنوات تقريبا في توجيه الانظار بقوة نحو قطار صناعة خدمات المعلومات والذي كان في بداية تحركه العالمي حيث بدأت رحلة الترويج لامتلاكنا مقومات صناعة مراكز الاتصال ومراكز الدعم الفني وأخذت الوزارة علي عاتقها يد المبادرة وأنشأت بالفعل ما يمكن أن نطلق عليه النموذج متمثلا في شركة أكسيد لتقديم خدمات مركز الاتصالات وبمرور الوقت أصبح لدينا الآن اكثر من 6 كيانات مصرية كبيرة متخصصة في تقديم خدمات الكول سنتر تعمل جميعها علي تصدير خدماتها للخارج متيحة الآلاف من فرص العمل لشبابنا بمرتبات مجزية جدا تبدأ من 1500 جنيه تقريبا هذا ناهيك عن العديد من الشركات العالمية المتخصصة في تقديم مراكز الاتصالات والتي اختارت مصر لافتتاح مراكز عالمية بها. ولا أعتقد ان هدفي من هذا الاسترجاع للمعلومات مجرد سرد قصة نجاح تعبر عن الإرادة المصرية عندما تريد تحقيق هدف مدروس بعناية وإنما أيضا أريد أن أصل إلي أن إعلاننا مؤخرا عن منطقة للتكنولوجيا بحي المعادي متخصصة فقط في تقديم خدمات الكول سنتر هو بداية الطريق نحو تحقيق العالمية لهذه الصناعة. فجميعنا يعرف ان التخصص والتميز بات أحد أهم متطلبات النجاح في الأسواق بحيث نستطيع أن نقدم قيمة مضافة لا يستطيع غيرنا تقديمه. آمل وأطالب وزارة الاتصالات ان تقدم لنا نموذجا ايجابيا آخر للمناطق التكنولوجية لا يقل نجاحا عن مشروع القرية الذكية بما يفتح الباب أمام المستثمرين علي المستويين المحلي والعالمي الباحثين عن فرص للاستثمار والراغبين في دخول هذه الصناعة للمساهمة في بناء عدد من المناطق التكنولوجية علي مستوي المحافظات لإيجاد الالاف من فرص العمل الجديدة لابنائنا المؤهلين للعمل بصناعة مراكز الاتصالات. وللحديث بقية..