الناس تعاني.. مع أن استمرار معاناتهم ضد التنمية والنمو.. إلا أن الوضع القائم مازال علي ما هو عليه ويمكن تلخيصه في أن أهل السياسة يتكلمون وأهل الاقتصاد يتجادلون في الوقت الذي تاه فيه الفقراء بين الجانبين ولم يجدوا حتي الآن البرامج الجادة والواقعية التي ترفع من حالهم. شهدت "العالم اليوم الأسبوعي" آخر سلسلة من هذه الندوات لمناقشة هذه القضية خلال أعمال الندوة الثامنة عشرة للإعلام الاقتصادي ونقلت ما حدث فيها والذي يجسد "توهان" الفقراء وتفرق دمهم بين القبائل السياسية والقبائل الاقتصادية وهكذا كان الحوار في الندوة. كانت الجلسة الأولي للندوة تناقش قضية مهما يمكن صياغتها في ذلك السؤال: لماذا لا يشعر المواطن بما أنجزته الحكومة من معدل نمو وصل الي 7% ويتوقع ان يصل الي 8% خلال العام القادم؟ نشب خلاف بين الدكتورة عالية المهدي عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة والدكتورة شيرين الشواربي الخبير بالبنك الدولي حيث تري الدكتورة عالية المهدي ان اساتذة الجامعة من ضمن الفئات التي لم تستفد من الاصلاح الاقتصادي. واكدت ان معامل جيني والذي تقيس عدالة توزيع الاجور ارتفع من 33% عام 88 الي 55% عام 2006 وهو ما يعني زيادة نسبة عدم العدالة في توزيع الاجور وعلي العكس اكدت شيرين الشواربي ان هناك فئات كثيرة من المجتمع تحسن دخلها ولكن طموح الفرد زاد بمعدل اكبر من زيادة دخله. ووسط ذلك الخلاف الذي حسمه مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق والمرشح لنفس المنصب في الانتخابات الحالية بان "الدفة" السياسية تحتاج الي تعديل الاوضاع والسياسات لضمان التوزيع العادل لثمار النمو الاقتصادي. الاحتواء وماذا سخونة الجلسة ان الدكتور جودة عبدالخالق رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب التجمع تساءل لماذا لا تأخذ الحكومة بنتائج دراسات المركز خاصة ان 5 وزراء من الحكومة أعضاء في مجلس إدارته مشيرا الي ان المركز منذ اعوام طرح فكرة النمو الاحتوائي وكان من رأي الحكومة ان زيادة معدلات النمو سوف تأخذ بيد الفقراء وهو ما لم يحدث وهو ما جعل الدكتورة هناء خير الدين مدير المركز المصري للدراسات الاقتصادية تنفي عن المركز تبعيته للحكومة ومؤكدة علي استقلاليته وانما هو يقدم المشورة للحكومات اذا طلبت كجزء من اهداف انشاء المركز وفي المقابل دفع ذلك الطرح الدكتورة نجلاء الاهواني استاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة والخبيرة بالمركز وأكدت علي أن دور الصحفيين هو كشف الفساد ونشر الحقائق وليس السعي لاثارة الرأي العام مؤكدة ان المركز لا يمكن التشكيك في دراساته لانه يسعي لتحقيق الموضوعية في كل أبحاثه.. وفي التقرير التالي تقييم ما جاء في جلسات المؤتمر من افكار وحلول لمشاكل الاقتصاد. دعم أم تمكين؟ وفيما تناولت الجلسة الأولي محور النمو الاحتوائي دعم أم تمكين للفقراء؟ تري الدكتورة هناء خير الدين مدير المركز المصري ان التمكين هو الأفضل للفقراء خلال المرحلة الحالية لاشراكهم في التنمية في حين اكدت الدكتورة عالية المهدي استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة انه لابد ان يسير الاثنان بالتوازي بمعني تمكين من يستحق وفي نفس الوقت تقديم الدعم للفئات التي لا تستطيع التمكين مضيفة انه اذا لم تقم الحكومة باحداث قفزات في المجالات الاجتماعية توازي قفزات النمو الاقتصادي فنحن متوجهون لأزمة حقيقية تقترب من الكارثة. اختلفت أمينة شفيق الكاتبة الصحفية مع فكرة التمكين مؤكدة ان الدعم يرتبط باحتياجات البشر الأساسية وليس بنوع السياسة الاقتصادية ويمكن ان يصل الدعم لمستحقيه من خلال الشفافية واتفق مكرم محمد احمد نقيب الصحفيين السابق والدكتور اسامة الغزالي حرب وكيل مؤسسي حزب الجبهة الوطنية ان مشكلة الفقراء لن تحل بدون اصلاح سياسي وديمقراطي حقيقية واكدوا علي ضرورة تحقيق قدر من التوازن في توزيع مكتسبات النمو حتي لا تزداد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.