هل يتحمل المسئول أخطاء أعوانه ومساعديه أم أن المسئولية تقع فقط علي صاحبها؟ هذا السؤال يدور كثيرا هذه الأيام مع تكشف جرائم كثيرة حسم القضاء بعضها والبعض الاخر مازال في المحاكم.. وفي السنوات الاخيرة تم اكتشاف عشرات الجرائم التي ارتكبها أعوان المسئولين ومساعديهم ما بين مكاتب الوزراء.. ومستشاريهم أو هذه النخبة التي سيطرت علي الجهاز الاداري للدولة وافسدت كل ما فيه.. والغريب في الأمر أن من بين هؤلاء المستشارين شبابا واعدا كان ينبغي ان يقدم النموذج والقدوة للاخرين.. والاغرب في الامر أن هذه المبالغ الرهيبة التي يحصل عليها هؤلاء سواء في صورة مرتبات أو مكافآت أو عطايا وبعد ذلك يتعلم هؤلاء كيف يفسدون اجهزة الدولة بالرشاوي والتجاوزات والاعتداء علي حرمة المال العام.. لا تخلو الان وزارة من سكرتير سرق أو مستشار نهب أو موظف مرتش وتحاول أن تبحث عن أسباب ذلك وتكتشف انها داء قديم يسمي اهل الثقة.. وهذا الطابور الطويل من الفاسدين والمفسدين كان في البداية اختيارات خاطئة تحت شعار أهل الثقة.. وكنت تري المسئول وهو يجمع حوله مجموعة من الناس ويعطيهم كل الصلاحيات وتكون الخطوة الاولي هي ابعاد أهل الخبرة وتولية اهل الفهلوة ثم يسبتاح المال العام في كل الصور وبعد ذلك تتم السيطرة علي كل شيء وتتراكم الاموال والحسابات والعقارات.. وتجد السكرتير يتحدث باسم الوزير والوزير نائم في العسل أو شريك في الجريمة أو يحاول أن يبحث عن كبش فداء.. ان السبب في ذلك كله سوء التقدير وسوء الاختيار والمصالح الشخصية واهل الثقة وما ادراك ما اهل الثقة وما أكثر الجرائم التي ارتكبها المسئولون بسبب هذا الشعار البغيض وتحاول ان تجد حلا لهذه المأساة ولا تري غير الحساب.. ولكن هل نحاسب المسئول الكبير أم نحاسب الاعوان المرتشين أم أن نظام العمل نفسه هو المسئول عن كل هذه الكوارث.