قديما قال الحكماء البيت لا يبني إلا علي عمد - جمع عمود - ولا عماد اذا لم ترس قواعد تستند إليها. وفي مجال بناء وادارة المعرفة تواجهنا تحديات لابد من التعامل معها وقد استعرضنا عدة تحديات في هذا الشأن كان خامسها تحدي وضع آليات لإدارة المعرفة ومنها آليات بناء المنظمة الذكية في هذا الاطار.. ويلزمنا في بناء الشركات الذكية أعمدة أربعة نتوقف عندها هنا تواصلاً مع ما سبق أن عرضناه.. وتلك الأعمدة هي. * الانفتاح علي المعرفة * الابداع المستمر * تطوير ثقافة التعلم * تصميم نظم معرفة جديدة فماذا نعني بتلك الأعمدة الأربعة وكيف يتسني لأية شركة أو منظمة أن توفرها؟ أولا: بالنسبة للانفتاح علي المعرفة.. فإن الشركة - أي شركة - لا تستطيع تطوير "كل" المعرفة التي تحتاج إليها داخليا وإنما يلزمها أن تشتري بعض المعرفة من مصادر خارج الشركة وذلك بالنسبة للانشطة غير الجوهرية.. وهذا يعني ضرورة عدم الانكفاء علي الذات وانما الانفتاح علي مصادر المعرفة المختلفة والأخذ منها.. وأخطر ما يمكن أن تصاب به أية منظمة هو عدم التواصل مع ما يحدث في البيئة المحيطة بها سواء كانت بيئة محلية أو بيئة غير محلية فلم يعد هناك ما هو محلي فقط او دولي فقط بعد أن انفتحت الأسواق وسقطت الحدود وتنامت ثورة الاتصالات حتي وصلنا إلي العولمة وتدويل بيئة الأعمال.. الانفتاح علي المعرفة أيا كانت مصادرها هو العنصر الأول في منظومة التميز. ثانيا: بالنسبة للابداع المستمر.. فهذه عملية قد تخيف البعض ويظن انها صعبة ان لم تكن مستحيلة إذا كيف يتسني لأية شركة أن تصبح مبدعة علي الدوام فالإبداع ليس سهلا لهذه الدرجة وليس متاحا طول الوقت علي هذا النحو.. والحقيقة ان هذا الظن ليس صحيحاً.. فمصادر الابداع لا تنتهي ولعل من أهمها التغيير والحركة في جميع المجالات ولاسيما في المنتجات والنظم والعمليات والتسويق تلك المجالات الأربعة نستطيع ان نبدع فيها كل يوم فنغير إلي الأفضل والأكثر تجاوبا مع احتياجات الناس والأسواق وهذا يجب أن يكون التزاماً علي الشركة أو المنظمة الذكية، إلتزام بالسير إلي الإمام وليس الوقوف محلك سر أو التراجع إلي الخلف. ونستطيع ان نقول هنا كلام كثير حول عمليات وقصص الإبداع المستمر ولكن نكتفي هنا بأمرين هما التغيير غير النمطي والتحسين المستمر فهما جناحا عملية الابداع. ثالثا: أما بالنسبة لتطوير ثقافة التعلم فهي من أخطر وأهم العناصر ان لم تكن أخطرها واهمها جميعا.. ونقصد هنا بتطوير ثقافة التعلم تحديد أربعة أشياء هي: * تطوير الثقافة الملائمة * وجود قادة في كل مستوي * ان يتحمل القادة ليس فقط مسئولية أداء أعمال المنظمة ولكن أيضا الثقافة التي تبقي النموذج الجديد حياً.. أي مسئولية البحث عن الجديد دوماً. * أن تصبح عملية تطوير ثقافة التعلم الركن الجوهري والأصيل في ثقافة المنظمة. رابعا: وبالنسبة للركن أو العمود الرابع الخاص بتصميم نظم معرفة جديدة.. فإنه من طبائع الأشياء حيث تحتاج الشركات دائما إلي تطوير أنواع جديدة من المعلومات تتلاءم مع البرامج المتحدثة والاستخدامات المستجدة. وللحديث بقية بمشيئة الله